الأحد، 28 أكتوبر 2012

المرج... حلوان (4)


المرج...

أحتضنُ كوب الشاي بالنعناع ف هذا الصباح المنير.. كل شئ فعلا يبدو منيرا من الداخل في هذا الصباح... حتي أنا برغم اكتئابي المزمن.. و أكتوبر المميت هذا إلا أنني أشعرُ بثمة ضوء بداخلي.. لا أدري سببا واحدا لمثل هذا.. ربما كانت بوادر لزوال الاكتئاب!
لا ... لا أريد أن أخرج من عزلتي هذه... لا أريدُ أن أعود لأبالي بأمر هذا العالم و ساكنيه... أريد أن أبقي ف اللاشئ!

تبا لي !

أقف في شرفتي ... المدي أمامي بكل فضائه... مدي مفتوح لا يشوهه إلا واجهات البنايات من بعييييييد... أحمدُ الله أنها ليست قريبة أو متلصصة تنتهك هذا الفضاء البكر.. أرحمُ حالا من شرفات البنايات المطلة علي محطة المترو... قد زادت ضيقي و كآبتي تلك الشرفات و البيوت اللصيقة ببعضها... ربما كان ف التصاقها بعض الدفء.. لا .. لا تحدثوني عن الدفء رجاءا... تلك بيوت ميتة.. تمتص الروح... فكيف تمنح الدفء.. أو تدل عليه!!!

أزيدُ من ضغطي علي كوب الشاي... أودّ أن أشعر به أكثر.. أودُّ لو أتوحد مع أبخرته الصاعدة ف لسعة البرد الخفيفة هذه... أريدُ أن أشمَّ رائحة النعناع الزكية طوال الوقت..
برغم اكتئابي الأكتوبري... لا يسعني تجاهل هذه المنطقة المضيئة بداخلي الآن... أبتسمُ لأني لا أفهمني...
لا أحاول أن أفهمني ... أحاول فقط جهدي كله أن أشعر بيّ !
هذا وحده ما يعنيني..

أرشفُ من كوبي علي مهل... يخترق خلاياي السائل الساخن..
لذيذ.. منعش ..أشعر به في كل أنحائي!

منذ ليل أمس و هي تمطر...
أول مطر في هذا الخريف... أول أمطار الشتاء ...
تمطر منذ الليل..تمطر بهدوء .. تمطر بثقة عجيبة و ببطء..
تمطر كأن لديها كل الوقت لتمطر.. فلماذا العجلة؟
مطر خفيف واثقٌ من فعله في النفوس ... مطرٌ يعلم أن ثمَّة من يشتاق إليه ... ثمَّة من ينتظره بلهفة ليحتفل به و معه!
و قد فعلتُ... منذ بدأت تمطر و أنا في الشرفة.. أمام المدي المفتوح.. و لم أنم.. هذا ليل أبهي و أثمن من أن يضيع في النوم من أجل يوم عمل آخر كسابقيه...
لم أنم.. و لستُ نادمةً بحال علي هذا..
ليل كليالي الشتاء... فقط ينقصه البرق .. مطر لا كأمطار الشتاء في شدتها و صخبها... مطر خريفي.. هادئ .. واثق... يعلمُ إني أشتاقُ إليه.. و قد آتاني..

رشفةٌ أخري...

أنظر إلي الكوب في يدي.. و إلي سابقيه متراصين بجوار النافذة... طوال الليل لم يغب عن يدي كوب الشاي بالنعناع...وددتُ لو أن فيروزا في أذني في ليل بلا بشر يشوهون بهائه...لم يردني عن فيروز سوي كسلي الشديد أن أفارق النافذة لأضع سماعتي الأذن..  لا أريدُ أن أضيع قطرة واحدة من هذا المطر !

لا يهم... فصوت القادم من بعد غياب يملؤني... لا يترك فجوةً فيّ إلا و يملؤها.. و بنفس الثقة.. ثقة من يدرك أن لديه كل الوقت و السلطة ليفعل.. فليفعل إذن..

كم تمنيتُ لو أنزل إلي الشوارع الخالية من البشر كأنما هجرها الناس... ليتهم يفعلون.. أودُّ لو أتمشي قليلا في هذه الشوارع التي استردت نقائها ... ليل هادئ .. مطرٌ طال غيابه... شوارع خاوية بلا بشر يلوثونها... حتي و لو بمجرد تواجدهم فيها !

أدركُ الآن فقط أني لا أنتمي للناس... لا يسعني تحملهم..
لستُ حيوانا أليفا إذن.. أنا لازلتُ علي همجيتي.. بريّة.. و لا يستطيع هؤلاء البشر ترويضي...و لن يفعلوا... أحسبهم نسيوا كيف يكونُ الإنسانُ إنسانا!

رشفةٌ أخري...

ليلٌ متصل بصباح السبت... و ليس من أطفال مدارس يصخبون فيه...
فقط أطفال المدارس يعرفون كيف يصخبون صباحا و مساءا دون أن يشوهوا الكون من حولهم... أشعرُ بهم في كل الأحوال جزء من الاكتمال !

إذن راحلةٌ إلي عملي وحدي... دون أطفال أشاكسهم في طريقي ..
و دون فرصة للقاء جلال مرة أخري.. !

أنتهي من كوبي للأسف.. أفارق النافذة ..
أرتدي ملابسي و أخرج إلي الشارع الخالي من البشر !

برغم الضوء... لازلتُ شبه معتمة من الداخل... مساحة الضوء داخلي تتراقص علي استحياء... و أنا أقفُ في وجهها عابسة الوجه... مترددة.. أرغب بها.. و لا أريدها..!
أخطو علي رصيف المترو.. مبتل من آثار المطر.. يبدو مغسولا بغير اهتمام ... لكنه موحٍ ببقعه المتناثرة .. حتي رصيف المترو يبدو متوحدا مع الكون هذا اليوم.... لا يشوهه كثرة الراحلين.. أقفُ أمام السهم بانتظار القطار القادم..
أركب أول قطارٍ قادم.. أصلُ إلي عملي في زمنٍ قياسي.. فقط أصلُ إلي عملي لأتأمل البناية التي أعمل بها... أقفُ لا أحرك ساكنا.. و لا أتحرك كذلك..
أقررُ أن الوقت لازال مبكرا علي بداية العمل...
أتجول حول البناية قليلا.. أبصرُ بناياتٍ جميلة غير التي أبصرها كل يوم.. بنايات مغسولة علي مهل.. و ببطء.. أشجارا و قد اكتست أخضرا بهيا... غيرتْ أخضرها الباهت المعتاد... قد غسلها المطر أيضا... لمَ لمْ تُغسل روحي؟
قد شهدت المطر كله.. ربما شهدته لكني لم أكن مستعدة لأن تُغسل روحي بعد!
تبا لهذا ال أكتوبر بحزنه و كآبته !

أعودُ من حيثُ بدأتُ... البناية حيثُ أعمل.. أتأملها كأني أراها أول مرة.. تبدو مغسولةً هي ايضا... لكن هل غسل المطر من يعملون معي فيها؟
لمَ لا يغسل المطر كل الناس كما يفعل بالبيوت و الأشجار؟؟  

أقرر.. أنه لا عمل اليوم.. اغير اتجاهي و أعودُ إلي محطة المترو... ماذا لو رأني أحد زملائي أو مديري؟؟
فليذهبوا إلي حيثُ لا أدري.. و لا أريد أن أدري.. لن أعمل اليوم.. و ليفعل كلٌّ ما يحلو له !

أعودُ إلي محطة المترو.. أجلسُ قليلا... أقررُ اني لن أعودَ إلي البيت..
أفكرُ في "جلال" ... كيف كان وقتي معه... تراه ينتظر من يبتاع له افطاره
اليومي... تتملكني غيرة لا فكاك منها... هل هناك من يقضون صباحهم مع "جلالي" !
من يبصرون أنفسهم في عينيه الشفافتين؟ لا أريدُ هذا..

جلال يحبُ الألوان مثلي... يري فيها بهجة الحياة.. كان يخبئ في شنطته "الخيش" علبة واحدة من الألوان الخشب.. معتني بها باهتمام.. بحب !

أفرحُ لأني أراني في "جلال" .. حتي و لو لم أره ثانيةً !
أقررُ أن أتوحد مع الكون أنا أيضا... أسمح لمساحة الضوء بداخلي أن تتحرر من خجلها.. فلتملأني رقصا... !
أركب المترو القادم و أنا أعرف أين سأذهب لأزيدني فرحا... و لكني لن أخرج إلي هذا العالم.. سأفرح.. لكن معي .. !

أخرجُ من محطة المترو ثانيةً في هذا اليوم ... أتمشي قليلا في "وسط البلد" خطوات صغيرة و أصل إليها.. إلي تلك المكتبة الكبيرة في "وسط البلد"..
أدخل إليها بألفة شديدة ... أشعر أن أرض المكتبة و رفوفها و كل جوامدها تعرفني... تنتمي إليّ ... تشتاقني كما أشتاقها.. أقلامها.. ألوانها.. الأوراق !
أتجول فيها براحة.. و فرحة تغمرني.. قد امتلئتُ نورا..

أقفُ أمام الألوان طووووووويلا... أفكرُ في جلال.. و فيّ !
أفاضل بين الأنواع.. أيها ساشتري ؟
أتخيلها بين يدي.. و أتخيلها علي الأوراق.. لا أعلم.. أضحك بيني و بيني ..
لا زلتُ أتجول فيها .. مطمئنة إلي أنني ربما الوحيدة في هذا الوقت الباكر في المكتبة الآن... يفرحني هذا أيضا.. كأن المكان لي وحدي بكل أوراقه و أقلامه و ألوانه !

أشعرُ بأن ثمّة من يراني..لكني لا أري أحدا !
ربما كانت وساوسي المعتادة... بعد جهد انتزعتُ نفسي من أمام الألوان.. لازال عليّ أن أقضي بعض الوقت مع باقي الموجودات.. مع الأوراق.. الأقلام.. و فرش التلوين.. !

أخطو ببطء لذيذ ف الممر إلي حيثُ الأوراق.. اصطدمتْ عيناي به !
الآن عرفتُ أنها لم تكن وساوس و بالفعل كان ثمة شخص في نهاية الممر...
للحظة بدت في طول الدهر وقعتُ في عينيه.. عينان كعينيي جلال.. لا بل هما عينا جلال... أسمرٌ مثل جلال.. ربما كان جلال و قد كبر .. أبتسمُ و لا أدري سببا للابتسام... حتي لا أبالي إن اعتقدت أنني ابتسمُ له.. !
أنا فقط تذكرتُ جلال.. و رأيته في هذا الشاب مرةً أخري.. ففرحتُ ..!
أمرُّ بجواره لأصل إلي الأوراق.. يأتيني عطره ... رائعٌ عطره... عطرٌ يدل علي حضور قوي !
تبا لي ... أنا شيطانة صغيره.. أكمنُ في التفاصيل...
ما شأني بعطره أو بشرته السمراء.. أو عينيه العسليتين! ؟؟
دوما أكمنُ في تلك التفاصيل البسيطة.. هي ما اهتم به.. و لا أري سواها غالبا ..
لا أدري لكن للحظة وددتُ لو أنه جلال و قد كبر و أتاني ليمضي معي يومي هذا.. ليفرحني كما أفرحني صغيرا !
أحاول أن أركز اهتمامي علي الأوراق أمامي.. أتحسسها بيدي.. أختارُ من بينها.. قبل أن أفارق الأوراق و الألوان أراه مرةً أخري ... و لا أدري لمَ فعلتُ !؟؟
أفارقُ الممر لأذهب حيثُ الأقلام... أمشي كأني أرقص.. لا أعرف لكني خفيفةٌ كلما أتيتُ إلي هنا!

أقفُ أمام الأقلام كثيرا.. لا أتحرك.. هي الأقلام.. عندها تبدأ و تنتهي الأحلام !
أتأمل كل منها مليا... أشعر بها.. كلما رأيتها مرصوصةً هكذا وددتُ لو أخذها كلها دفعة واحدة.. !

أختارُ منها.. أحملُ كنزي الثمين إلي حيثُ الفتاة عند باب المكتبة.. لا أبالي كم سأدفع في المقابل... تلك الفرحة المضيئة بداخلي لا ثمن لها !
فقط قبل أن أغادر مكتبتي ... أنظرُ حولي علّني أراه ثانيةً... أخرج من المكتبة.. و في رأسي ذكري ال "جلالين" !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حلوان ..

أفقتُ باكرا جدا و علي غير المترو و صخبه.. ربما أفقتُ قبل شروق الشمس!
لازال الوقت مبكرا جدا.. أحاول النوم ثانيةً .. لكن أشمُّ رائحة ما غابت عني ..
أخرجُ إلي شرفتي الكريهه .. لأكتشف بأنها كانت تمطر... !
كانت تمطر بهدوء و طوال الليل... و أنا نائم.. أيّ أحمق كنتُ؟ !!
أغتاظُ مني.. ألعنني في سري !
رائحة المطر أو التراب بعد المطر.. رؤوس الأشجار حولي و أخضرها المغسول.. السماء كأنها قد قررت أنني أستحقُ مكافأة ما... قررتْ أن تكشف لي وحدي عن حسنها... فقط لو كنت شهدت أول مطر في هذا الخريف.. !
رائحة المطر و قد فاحت من كل الموجودات حولي... تملؤني أنا أيضا..
من الجيد أنني استيقظتُ قبل المترو..

أحسُّ بداخلي أن هذا المطر مكافأة لي ... هذا الجمال كله من أجلي.. من أجلي قراري... قد وجدتُ ما سوف يرجعني إليّ...
لأول مرة منذ زمن بعييييد أنام ملؤ جفوني.. أنام و أنا أعلم ما سأفعله بيومي  إن صحوت !
و أصحو لأجد كل هذا البهاء أمامي... فقط لو أن الجمال يكتمل بشرفة كما أشتهي !
لا يهم الآن... هذا صباح ما ينبغي له أن يضيع بين جدران البيت.. و مع شرفتي الملعونة هذه... صباحٌ كهذا يجب أن أمضيه معي في أي مكان مفتوح.. قد اشتقتُ إليّ !
استمرئ شعوري بالفرح... افرح للقائي أخيرا...
أتهيأ للخروج .. باكرا؟ .. لا يهم..
ألقي نظرة هازئة علي قضبان المترو و رصيفيه الخاويين... أبتسمُ و أفارقُ المنزل... أخيرا سأبدأ يومي أنا كيفما يحلو لي .. لن يبدأ المترو يومي !
اخرجُ إلي الشارع شبه المهجور ... أتمشي .. فقط تشعر قدمي بألفة شديدة و غياب طويل للمشي في الشوارع باكرا هكذا... أحسُّ بأنني قد رجعتُ إليّ.. امشي.. و أمشي بغير هدف.. فقط أتأمل آثار المطر الباقية في الشوارع.. علي واجهات البيوت.. علي الأشجار المغسولة.. في رائحة الجو..
تعود بي قدمي إلي حيثُ محطة المترو.. راحلوا المترو قد أتوا إليه.. لكن علي استحياء.. أدير وجهي.. ألمح عربة الفول.. أذهب إليها.. سأفطرُ معي..

أتذكرها .. كانت تأكل مع ذاك الطفل المصري جدا... كنتُ أشبه ما يكون بهذا الطفل في صغري... فقط لو كنتُ مكانه.. فقط لو هي معي اليوم.. أراها فقط.. سأرضي بهذا ..
أتمني لو أنها هنا.. تشاركني رجوعي إليّ .. !
أتعجب مني.. لقد أصبحتْ هذه الفتاة في كل تفاصيل يومي.. أفكرُ بها كثيرا.. !
أدخل إلي المترو.. فقط علّني أراها..
أجلسُ علي الرصيف... أنتظر.. أنتظر.. أفكرُ ربما أراها وقت عودتها.. أو في المحطة الأخري حيثُ رأيتها بالمرة السابقة...
أركبُ القطار القادم.. إلي حيثُ تلك المحطة.. خرجتُ إلي الرصيف و جلست أكرر الانتظار !
لا أدري بعد كم من الوقت قمتُ إلي القطار القادم.. ركبته و أنا أتعجب منيّ.. هل كنتُ متخيلا أنها ستصحبني إلي وجهتي هذا الصباح مثلا؟
هل كنت سأطلب منها أن تمضي يومي الأول بعد رجوعي معي مثلا؟؟
ركبتُ المترو إلي "وسط البلد" .. و تجولتُ قليلا فيها حتي وصلتُ إليها أخيرا... أدخلُ إليها.. اشتقتُ إليها كثيرا.. إلي كل سنتيمتر فيها.. كل قلم و ورقة و حتي فُرش التلوين احسُّ انها تعرفني .. قد أضعتُني هنا منذ زمن.. و ها أنا اعودُ ثانيةً لأستردني !
قررتُ أمس أنني سأعود إلي المرسم الصغير.. و إلي ألواني و .. و .. إليّ ..
و قد أتيتُ.. أقفُ كثيرا في مدخل المكتبة.. ربما كنتُ متهيبا تلك اللحظة.. تقتربُ منيّ إحدي الفتيات العاملات هنا.. تسألني إن كنتُ بحاجة المساعدة.. أبتسمُ نافيا ذلك.. عيناها جميلتان أنظرُ إليّ فيهما.. أبتسمُ ثانيةً ليّ أنا هذه المرة و أخطو إلي الداخل..
أقفُ أمام الألوان.. في أقصي الممر.. أثبتُ مكاني.. أتحدثُ إلي الألوان.. أعرفها أنا.. وهي تعرفني.. أتمني لو أن فتاة الأزرق معي أعرفها علي ألواني .. علي مكتبتي.. علي رفوفها.. أوراقها.. و كل ما فيها..
ألمحُ ظلا في نهاية الممر.. لا أبالي.. اخطو في الممر أختارُ ألواني.. لا مفر من الاقتراب من هذا الظل.. اقترب.. تصطدم عيناي بها... فتاة الأزرق !
أثبتُ مكاني كأني من رخام... رفعتْ إلي عينيها ..
لا أدري كم من الوقت بقيتُ ثابتا كالجبال .. لا أدري أي شئ إلا إنني وقعتُ في عينيها الواسعتين فعلا.. الواسعتين جدا..
عيناها فعلا أنستني أي تفاصيل اخري في الوجه.. للحظة ما تمنيتُ إلا أن أسألها أن تمضي معي بقية اليوم.. أن  تكلمني ..
أراني رائعا في عينيها.. أراني كما لم أراني من قبل...تبتسم.. ابتسامتها بديعة.. صافية جدا كسماء بعد المطر !
تخفضْ بصرها و تمر من أمامي.. إلي أقصي الممر حيثُ كنتُ ..تداعب الألوان بيديها... أراها و أنا ذاهلٌ عما حولي.. تحبُ الألوان مثلي... تري هل ترسم مثلي؟؟
تحمل ألوانها في اهتمام و تختفي من الممر..
أحمل ألواني أنا أيضا.. و ألحقُ بها .. لا أراها في الممر الآخر... أبحث عنها بين رفوف الأوراق... ممر الأقلام.. لا أجدها..
تبا لي.. قد كانتْ بين يدي... كيف اختفت كطيف من أمامي...
أحمل ألواني و أوراقي.. و أخرج من المكتبة.. أسرعُ في الطريق..
ربما أراها علي رصيف المترو هذه المرة.. ربما يجمعنا نفس الرصيف كما جمعتنا المكتبة...
ربما ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق