تصحو كل
يوم.. كـ..كـــ... ككل يوم !
تصحو لكي
تبدأ.. لكنها تشعر أنها تواصل شيئا ما.. لا تبدأ شيئا جديدا..
تصحو كل يوم
ككل يوم.. باهتة الروح !
تصحو..
تغادر غرفتها حيث المكان الوحيد اللائق بخوائها المفزع...
تبصر
الرزنامة في طريقها.. ديسمبر !
تمضي من
أمام الرزنامة إلي المطبخ... ديسمبر...
تبدأ في
طقوس الصباح التي كفَّت عن أن تكون طقوسا بمجرد أن كفَّتْ هي عن الشعور بها..
ديسمبر...قهوة صباحية حيث لا مذاق القهوة...حيث لا رائحتها المنعشة...حيث لا شئ
تماما..
ديسمبر !
قد آتي
سريعا ... قد أصبحنا في نهاية العام..
تفكر.. هل
تستعد لهذا القادم بعد شهر.. أم تمضي وقتا أكثر مع هذا الراحل.. الراحل قريبا ؟؟
وقتا
خاويا.. تشعرُ أنه ما عاد لديها ما تفعله أو تقوله لهذا الراحل أو القادم الذي لا
بد أنه راحلٌ أيضا في وقتٍ ما ...
كلُّ آتٍ
قريب... و كل قادمٍ راحلٌ كذلك !
أنهتْ
قهوتها التي كفتْ عن أن تكون قهوة..
تعتقدُ أنه
حتي القهوة.. قهوتها قررتْ أن تعاقبها بشكلٍ ما .. لكنها لا تعرفُ علي أيَّ شئٍ
تُعاقَب!...
ربما تعرف
لكنها لا تريد أت تعترف .. ربما ...
أنا لا
أعلم.. و هي لا تعلمُ أيضا..
تقرر أن
تذهب إلي .. إلي ... ربما إلي كليتها...
أنا ليس
بوسعي حقا التنبؤ.. و هي لا يمكن التنبؤ بما يدور بداخلها..
هي قارة
مجهولة .. غفل عنها الرحالَّة..
هي أراضٍ لم
تُكتشف بعد.. لم يطأها بشر..
و حتي ربما
هي لا تعرف ما يدور بداخلها جيدا..
هي تعترفُ
بهذا كثيرا.. أثقُ بأنها تشعرُ بهذا..
تقلب في
دفاترها... ورقة.. ورقة أخري.. دفتر آخر..
تقرأ..
" و من قال إن الخواء أمر سهل.. إنه الفترة الوحيدة التي نسمع فيها تَكسُر كل
الأشياء الثمينة في دواخلنا" *
تسكن
الأصوات داخلها.. تسمع دوي كسر أحد الأشياء الثمينة مرةً أخري..
مرةً أخري أ
كثرُ وضوحا.. أعلي دَويِّا !
ديسمبر...
حيث أجمل الأشياء... أجمل الأيام الشتوية و أجمل الشموس الشتوية...
حيث أمطار الشتاء بروعتها.. حيث الشوارع القفر... الشوارع التي هجرها الناس...
ديسمبر حيث
البرد المنعش... لا أنا أعرف و لا هي حتي تعرف كيف ينعشها البرد هكذا رغم اختراقه
لعظامها..
ديسمبر حيث
النهايات.. حيث اقتراب العام الجديد.. ورحيل العام الحالي..
حيث الخــــــــواء .
تــشعر أنها
ملعونة بشكل ما ... لماذا تلاحقها الإشارات هكذا...
تقلب في
أوراقها التي نأت عنها فتقرأ عن تكسر الأشياء الثمينة في دواخلنا.. و الآن بالذات
!
للحظةٍ ما
شعرتْ أن ما بداخلها مدنٌ منسية.. مدن هجرها أهلوها !
مدن كالسفن
الغرقي..و كالسفن
الغرقي.. صارتْ زلقة لا تعلق ذكراها برأس أحد !
لا تدري كيف
صار كل العالم بداخلها خاويا هكذا؟؟ لا تدري كيف بدأ هذا الخواء في ابتلاع كل ما
كان فيها !
لكنها
وقتها.. و وقتها فقط شعرتْ بالروح –روحها – تفارقها.. و لا تدري هل ستعودُ إليها
أم لا !
شعرت بالموت
في أنحائها... يزحف ببرودته ..
تتلمس الدفء
فيما حولها .. فيها .. !
تتمني لو أن
بإمكانها أن تطلب الدفء.. بعض الدفء لا أكثر..
الدفء لا
يُطلب.. الدفءُ يُمنح !
طلبُ الدفءِ
مهين!
هي خيرُ من
يعرف هذا.
تمشي وسط
الناس.. لعلها تستطيع أن تضيع من ذاتها في هذا الزحام..
من يدري ..
لعلها تُمنح الدفء يوما ما ....
*للكاتب واسيني الأعرج...
** اعتذار واجب لللتأخير.... أنا أسفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق