الاثنين، 9 يوليو 2012

كن سعيد


من عشر سنيييين و اكتر ..
ابني الاكبر..
شااب فااارع لووونه اسمر ... 


" نصيــبِــك كدا... ربنا وقعك ف واحد ابيض !!
اصبري.. "
" يا ولدي هو انا اعترضت.. بس اصل السمار عندي دا حاجة كدا بتفكرني ب عنترة ... تلك المعجزة البشرية.. عنترة رمز الحرية و للحرية عند الانسان المُستعبد فكر و طعم تاااااااااني يا عصفور ... يمكن يكون في عنترة رمزية حرية زي اللي ف سبارتكوس.. كلاهما كان عبدا... عبد ف نظر العبيد .. لكنه حر... بس انا برضيك باعشق عنترة و شايفاه غ..ي...ر..."
" باعشق عنترة !! كدا ف وشي و بالصراحة دي..؟؟ طَبْ اتلمي و اكتمي.. قالك عنترة !"
 ابتسامة .. غمزة..
" كنت بانكشك بس.. "
" لا و النبي بلاش نكش ف الامور دي..." ايموشن مضايق
"طب بلاها نكش.. مش مستاهلة نخنق عشان دا... عنترة دا رمز... ال.."
" رمز بس مش مات بنوسبالك !!"
" يااا عصفوري الرمز لا يموت.. ابدا.. باقٍ ببقاء الفكرة.. و الفكرة باقية ! ...
 فُكــك و تعالي نطلع نجري لحد بتاع القصب.. و الخسران هو اللي هيحاسب .. "
" يللا يا هبلة"
" نصيبك يا عصفوري"



كااان جمييل الصووت
صوته عنبر
حتي فووق مَدنِة بلدنا لما كاان يطلع يــَكَـــبــْر....
كل خلللق الله تَــكـَـبـْـر..
كنت الف معاه كفور مصر و نجوعها بالربابة ..
هو يغني سيرة الابطال...
ابو زيد و الزنااااتي .. و عنتر !





" الوو.. "
" ايووون
J "
" ازييك؟؟ "
" الحمد لله حلوة طول مانتَ حلو يا حلو"
" يخربيييييييت النصب... يا بنتي هتدخلي النار حدف م كتر الكدب دا "
"اخص عليك.. و ربنا مش باكدب.."
" طوويب ياا نصابة.."
" لأ .. زعلت.. كدابة و نصابة ف اول دقيقة ف المكالمة.. طَبْ اصبر لما نرغي حبة !... يللا اتفضل صالحني"
"طوويب براحة بس.. بلاش الصعايدة كدا روحهم تهفهف ع المكان .. "
" يللا اقرألي الحدوتة الجديدة .. يللا اتفضل.. و بسرعة.. يللا ..
مش بتيللا ليييه؟؟ ..."
" ياااربي ع الهبل.. طويب اسمعي... كاان يامااكاان .. كان في..."

و اتووه انا ف الحروف.. ف الكلام.. طول عمري شخصية سمعية .. طوول عمري ما عرفتُ ازاي اقاوم كلام بيبتدي ب " كان ياماا كان" .. او "يُحكي أن" .. حتي ف مرة كنت منفضة للامتحانات الكلية ف اول سنة.. لجل ماتابع برنامج وثائقي للرائع " أسعد طه" بس.. لأن اسم البرنامج " يُـــــحْــــــكَـــــــي أنّ" ... و طلعت م المادة دي ع الرفع الحمد لله !
 
اتووه... يبدأ الحكي..  و تبدأ الموجودات حولي بالتلااااشي.. تتلاااشي.. تتلاشي إلي أن تُصبح ذكري.. من بعيييييييد !
أتووه ف الصوت هذه المرة.. ف نبرات و ثنايا الصوت.. و مخارج الحرف العربي من هذه الحنجرة..
" هننننند...  "
" نعم!"
" روحتي فين؟؟ مش قولتيلي ايه ظروف الحدوتة معااكي؟"
"حدوتة؟؟!! "
"؟؟!!!!" ... ايوون ع فكرة باعرفه لما يقلب علي علامة الاستفهام.. حتي لو ف التليفون !
صـــــــــــــــمــــــــــــــت
" ااااااه الحدووتة... يا عصفوري المبدع انا توهت منك اصلا بعد ما قولت "كااان ياماااكاان " بصووتك دا !...
ع فكرة بئا بئا بئا.. صووتك دا بكووول حاااجة فيه مش ينفع يقول إلا عربي!
صوتك فعلا خُلق لجل ما يكون عربي.. الحنجرة دي مش يليق عليها إلّا الحرف العربي.. الحمد لله إنك عربي
J
يللا بئا احكيلي الحدوتة تااني... ييللللااااااااا "
"اه يا مجنوونة !! .. اوعي تعقلي ف يوم  "




حتي جه يوم و اطلب للجيش..
راح يوميها ويا شبان البلد ع الجهادية
كلهم رااحوا و عبرووا ..
و بعدها رجعوا.. إلا هو..
راااح مجاااش...

"انا هاطلع ع الاعتصام بعد الشغل..."
" اعتصام.. ؟... تقصد العباسية؟؟؟"
"ايوون... بعد الشغل هروح باذن الله.. "
" يااااولدي اهدي شوية ...
طيب و... و النااس اللي ف دنيتك ... طيب بلااش تروح بدقنك دي.. يفتكروك م الناس التانين !"
 ضـــــــــــــــحـــــــــــــــــــك..
" بتضحك ع ايه بئا..؟؟ "
"ع الناس التانيين.. م ديش العدو يا صعيدية
J"
" و مااله اضحك و هزر برااحتك.. و انا اقعد كدا لا علي حامي و لا علي بارد !"
" دا رقم امي.. لو حصلي حاجة كلميها و عرفيها.."
صــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــت
" إيه ساكتة ليه؟؟"
" الأرض السمرا دي.. زي ما تكون عملالنا عمل و مش عارفين نفكه.. انا مقدرش افكر ف اني اقولك ما تنزلش.. و ما تروحش.. انا لو باعرف انزل.. مكنتش اقعد ابدا... نفسي اشوف الارض دي حـــــــــرة !
ماقدرش اقولك اقعد زي العبيد اللي يقدروا ينزلوا بس لساهم بيخافوا..
و برضه مقدرش استحمل انك هناك...
هاسمعك حاجة كدا قبل ما تقفل .. "


رُدني إلي بلااادي .. مع نساااائمٍ غوداي..
مع شعاعةٍ تهاوتْ عند شااطئٍ و وااادي....
رُدني .. رُدني.. رُدني إلي بلااادي..
مرّةً وعدتَ تاخدني ... قد ذبلتُ من بُعادي..
و ارمِ بي علي ضفافٍ من طفولةٍ غدادي..
نهرُها .. ككفٍ من أحببتُ خيّرٌ وصـَادي..
لم تزل علي وفاءٍ ..
ما سوي الوفاءِ زاادي..
حُــبـَنــي هنااااااااااااااااااا حُــبــَا لـحــب .. مالئاً فؤاااادي..
شِــلْــحُ زنبقٍ انــــــا .. شـِلـْحُ زنـبـق انـا ..
اكسرنييييييييييييي علي ثري بلاااادي...
رُدَني إلي بلادي.. مع نسائمٍ غوادي..

" كنت متأكد انها هتكون فيرووووووز ... ما فيش حد بيلخص تفاصيلك و لا يحكي حواديتك غيرها .. "
" و غيرك يا طير... ابقي طمني و انت هناك...
خد بالك منك .. ربنا يحفظك.. و ينصرنا.. "
" كنت لسه هاقولك ادعيلي.. " 

و انتظرت كتيير علي شط القناه..
قولت لاازم يوم هيرجع...
لحد ف يوم ما شفته م بعيييد..
جي مغبر..
صحت اكبر ..
الله اكـــــــــــــبر...


" انتَ فيييييين .. ؟؟"
" أنا اهو.. ف طريقي هروح خلاص.. كنت هاموت.. افتكروني م الناس التانيين بسبب دقني.. بس الحمد لله.. لسه ف العمر بقية"
"الحمد لله... انتَ كويس ؟؟ متأكد ؟ و لا بتاخدني ع أد عقلي؟"
" لأ يا بنتي .. و الله أنا الحمد لله تماام.. و مروح اهو.."
" طيب.. أما توصل بيتكم طمني لو سمحت.."


كن سعيد ..

عيش كأنك فيها ولييد..
لسه الحياة يااما فيها جديييد..
لسه القمر بيرمي ضوءه ع النجووم و ينورو..
لسه الولد بيجيييب حماااام و يطيرو...
لسه الربيع بيضمنا..
لسه الحبااايب ف اللياااالي بيسهرو...


" عارف؟؟... أنا نفسي ف حبة خروج عن النص... حبة جنون.."
" زي إيه و إحنا ننفذ ع طوول" ..
"تعالي نجري لحد بتاع القصب.. و نشرب.."
" و بعدها؟؟"
" و بعدها إيه؟... هو ف جنون معروف مسبقا !!!
احنا هنبدأ بس..و هو هيجي لحاله يا ولدي..
يلاااا اللي يحصلني .. يكسرني.."
" اتنين قصب لو سمحت..
J"
"تعالي عاوزة اجيب حاجة م المحل دا.."
" هتجيبي إيه؟؟ "
" تعالي بس.. لو سمحت عاوزة كيس بلالين...
يللا.. أنا هانفخ و انتَ تربطها.. أصلي مش باعرف أربط البلالين.."
" ياااوعدي.. !!
ماااشي يللا..."
" بأقولك إيه.. احنا نبقي البلونة الحمرا و الزرقا... و نصور سوا بيهم ..و نلعب بيهم.."
" و الباقي؟ هنطيره؟؟ "
" لأ... تعالي نديه للعيال اللي بيبعوا المناديل و الجرجير جمب الجامع .."
" كريمة.. و أخوها رضا البلطجي؟؟"
;)
" يللاااا... جري لهناك.."
" انتي يا هطلة كان نفسك تطلعي ف ماراثون و لا إيه؟؟"


كل البلااابل لسه طاايرة ف السمااا..
و الصغير ف ايدينا بكرة يكون نمي..
بس انـــــت شــــوف و افـــــــهـــم و حـــــــــــــــــــــــسّ..
تلقي الحياة أزهار و بس..
كُـــــن ســــعــــــيــــــــــد..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق