الاثنين، 30 يوليو 2012

قلبي خائن


قلبي خائن...
"كيف علي ان اتصرف كي اوغل اكثر في رحم الصحراء؟؟....كذا سأل الشاب..."
"تعلم ات تصغي الي قلبك...لانه يعرف كل شئ..انه ولد من النفس الكلية...و اليها ذات يوم سيعود...كذا اجاب الكيميائي..."
****
"لماذا علينا ان نصغي لقلوبنا؟؟....سأله الشاب مرة اخري..."
"لأنه حيث يكون قلبك...يكون كنزك..........كذا اجاب الكيميائي"
****
" قلبي خائن....قالها الشاب للكيميائي بينما هما واقفان يريحان حصانيهما....انه لا يريد لي ان اتابع طريقي!!"
"هذا جيد...و انه لدليل علي ان قلبك حي...طبيعي ان تخشي مبادلة كل ما حققته و حصلت عليه من اجل حلم!!....كذلك اجاب الكيميائي"
" اذن لماذا علي ان اصغي الي قلبي؟؟....سأل الشاب"
"لأنك لن تتوصل ابدا الي اسكاته...حتي لو تظاهرت بعدم سماعه...فانه سيظل هناك في صدرك..و لن يكف عن ترديد ما يعتقده حول الجياة و الكون...اجاب الكيميائي"
" حتي و هو خائن؟؟!!!!...تابع الشاب"
"الخيانة هي الضربة التي لا تتوقعها منه..و ان كنت تعرف قلبك جيدا فانه لن يستطيع مباغتتك علي حين غرة...لانك ستعرف احلامه و رغباته..و ستعرف كيف تتحسب لها.. لهذا من الافضل ان تستمع اليه حتي لا يوجه لك ضربة لم تكن تتوقعها ابدا... اجاب الكيميائي"
دا جزء من الكيميائي ...رائعة باولو كويلهو...اما بقي بكتي الكلام دا ليه... ف دا لأن انا كمان قلبي خائن...خائن لانه صوري كل اللي ممكن احلم بيه ....و سابني اعيش احلامي دي كلها طول العمر اللي فات...خائن لانه تركني اعتقد ان ممكن احلامي دي كلها تتحقق طالما لم تكن اثما و لن  تؤذ احدا...خائن لانه جبان كمان .... ضيع علي اكتر من فرصة للوصول للحلم ....خائن لانه ف وقت ما اكون محتاج لشجاعته بيخاف...و الوقت مش يمشي معاه خوف ابدا...



قلبي خائن...لانه سابني اصبر...و اصبر... واصبر...من غير ما اشتكي حتي...و ده ما كانش المفروض يحصل...و دلوقتي بعد كل دا....المفروض اني اسكته و انسي كل الحلم ...كل اللي فات...بعد الصبر دا كله علي امل اني ف طريقي لحلمي...اكتشف اني كان المفروض اكون عنيفة عن كده بكتيييييييييييير..!!!!!
هو فعلا خائن...هو العمر يبقي ف كام 20 سنة عشان اصبرهم هما كمان..؟؟!!
المفروض اني اعمل عبيط وانا با سمع ان الحلم اصلا ما كانش المفروض تحلميه... و كانه اراديا احلم ب حاجة محددة مسبقا!!؟؟....اعمل عبيط و انسي!!...او الانكي بقي...اني استني لحد يجي يحققلي حلمي...او احقق انا الحلم عن طريقه!!!!......و كده اكون وصلت برضه ف نظرهم..!!!!
 اعمل عبيط و انا شايف حلمي انا حد غيري بيحققه؟؟!!!يا سلااااااااام...!!
خائن لانه مش قادر يفهمني ليه ..ها ليه كلهم بيبصوا للحلم دا كأنه فسق..ازاي اجرؤ علي اني احلم بمثل هذا و افكر فيه و يبقي نفسي احققه!!!



انا مش بقيت  بتكلم عن الحلم كتيير..و كأني اخجل منه...لا و الله بس مش مستعد لسماع الكلام الظريف عن مشروعية حلمك...و حرااااااااام...و ان مصيرك كالساحرات...الي الناااااااار...و انسي الحلم دا.....و برغم من كده قلبي مش بيسكت..كل مرة بيحصل كده بيتنكد و يزعل و اغلب اقوله 
مش مهم...انت من الكون..و عارف ان الحلم دا مش حرام...



خائن...لسه بيحاول يوصل لمنطقة وسطي!!!...سلامااااااااات للمنطقة الوسطي...هم مش هيرضيهم الوسط دا...ليه بعد دا كله مش مستعدين يقبلوا حقيقة اني مستنفد...مستهلك....خلاااص....بح...مش هينفع اكون بمثل هذا الولاء و الطاعة مرة اخري.. مش قلتلكم...كان لازم اكون عنيف اكتر من كده...
خائن لانه مش راضي اني انسي الحلم و احلملهم حلم علي مزاجهم...و يمكن كده ارتاح...مش راضي اني الاقي سلام معاهم...مع ان دا المفروض و الطبيعي.. لسه متمسك بالحلم..و مستميت عليه..الي ان يأذن الله بقضاه...



انا احترت و تعبت...يمكن دا يكون امتحان الفاتح؟؟....حد يجاوبني لاني معنديش اجابة للسؤال اللولبي دا...
بالرغم من انه قلب خائن لكني مش هاقدر اصم اذناي عنه...دا مرشدي ف الكون...دا فيه من روح المولي –عز وجل-...انا هاصبر عليه... لا هاصبر عليهم هم..و هاسمعه هو ...و الله المستعان...
معلهش جبتلكوا صداع...بس كان قصدي لو حد فيكم حس بخيانة قلبه...يفتكر ان المشكلة ف الغالب من عنده\ها مش من القلب....افتكروا كل يوم تسمعوا لقلوبكم... احب اقلكم علي حاجتين من الكيميائي برضه كيف ما بدأت...و من الكون كله...

" الاولي: ...مكتوب..."


" الثانية: ...عليك ان تحترم و تتبع العلامات...".... و بس



الاثنين، 16 يوليو 2012

روبابيكيات... (2)


خرجتُ من العمل في هذا اليوم... و قد ضاقت بي نفسي..
خرجتُ و أنا متأكدة من أن ما أقاومه من أيام من افكاري السلبية قد امتص مقاومتي فازداد بها قوة.. و ازددتُ أنا من مقاومتي وهنا..
أخرجُ من العمل و أنا واهنة.. لا قوة بي حتي علي التنفس.. لا رغبة في الحياة.. لا أريد هذه الحياة.. متي سأفارقها..

أذهبُ إلي المحطة في هذه الظهيرة اللعينة من شهر يوليو.. بانتظار اي شئ يحملني الي المنزل.. ليته يحملني بعييييييدا عن هنا... عن هنا الزمان و المكان..و الأشخاص ايضا.. بعيييييييييييدا إلي أي مكان و زمان و أناس أخرين لا أعرفهم.. و لا أريدُ أن أعرفهم.. أريد أن أبقي وحدي... و إلي أجل غير مسمي...
أريد أن أعيش مع حزني الهائل هذا.. و لو قليلا.. هذا حقي...

أقفُ علي المحطةِ بانتظار هذا الشئ.. اقفُ لثوانٍ معدودة.. ثم أغير رأيي... و ليذهب كلُ شئ إلي ا..ل...ج...ح...ي...م...
 فأنا وحدي من ستحملُ همي .. و أنا من ستبكي عليّ...
أقررُ أن أعود إلي المنزل سيرا علي الأقدام... !!
سيرا علي الأقدام في هذا الطريق الأسفلتي المحموم.. و في شمس يوليو الملتهبة هذه...

أغيرُ اتجاهي.. أضع سماعتي الأذن في أذني.. و أمشي... أمشي بوهن يتناسب و احساسي العميق بالوهن و الضعف... أشعرُ أنني مهزومة الجسد و الروح...

ينساب في أذني صوت "بلاك تيما" ...

كنا صغاااار و كباااار ..
و ما بينا كاان اسراار..
خدنا الطريق علي فين؟؟
و مشينا كااام مشواار..
كانني أول مرة اسمعها ... تدمع عيناي دونما إرادة مني... لا .. لا أريد أن ابكي في الشارع... كلهم يعرفونني ف هذا الطريق..و يعرفون أنني أعملُ في هذا المكان.. لا يليق...
تبا.. ت..ب..ا عميقة من أعماق الكون لهم جميعا.. و لي أنا أيضا لأنني أفكرُ مثلهم ..
أنا أريد أن أجلس علي الرصيف و أبكي ... أبكي بحرقةِ طفلً أضاع نفسه من أمه.. أريد أن أبكي.. 

تبا لهم.. و لي .. أريد هذا..
و بكيتُ لكنني لم أجلس علي الأرض...

المااضي في عينيااا...
و باعيشه و انا بينكم...
أحلامي طفولية..
و باشوفها بعيونكم ..
حلووة الدموع يااصحاااب ..
و أنا لسه وسطيكم..
 و مافيش لا سور و لا باب..
و لا رعشة ف ايديكوا..

ألمح واجهةَ المحل الملونة بعيونٍ لا تري ... أقرر أن أدخل.. لا بأس بضياع وقت إضافي.. أنا لا أريد المنزل الآن علي أي حال..

أدخل.. أقرر أن أشتري شيئا ما لأرتديه علي تجربتي الجديدة.. و الأولي.. شيئا ما أرتديه في يدي.. علي فستاني الأول.. أنا لم أحسم أمري بشأن ارتداء الفستان بعد.. أعتقد أنني لن أفعلها ... لا يهم.. أبحث عن هذا الشئ الذي لا أعرفه.. لكني سأعرفه بمجرد أن أراه...
أبحث..
لأكتشف فقط أنني أجرب المزيد من أقلام ال"marker" .. للشخبطة.. لا يهم.. سأشتري ال "marker" الأحمر .. و الأزرق و الأسود.. لماذا لا يوجد marker أخضر... أريده أخضرا أيضا.. أو رمادي..سأفكرُ في هذا لاحقا..

فجأة تلمح عينياي أسورة بنفسجية.. تتلألأ في هدوء علي الرف.. أمشي باتجاهها كالمجذوبة.. احملها في هدوء..لا بأس.. فستاني بنفسجي أيضا...
 أذهب لأحاسب علي الكثير من الأقلام.. و أسورة وحيدة.. و عينان تظن بعقلي الظنون.. لا اهتم.. بل أكملُ ما بدأته.. فليأخذ ما شاء من انطباعات و افكار.. ربما هي سلوته الوحيدة في اليوم الطويل..
أن يخمن حكايا من يمرون عليه في المحل... فليخمن ما يشاء..

أخرجُ من المحل.. فرحةُ طفولية تغرقني فقط بسبب الأقلام.. و الأسورة البنفسجية..
أتوقف بجوار سيارةٍ ما.. لأشخبط و اجرب الأقلام.. فافرح أكثر...
أستمرئ شعوري بالفرح بعد حزنٍ هاائل...
أتأمل الحبات البنفسجية المتلاصقة... تتلألأ في نور الشمس... أفرح بها.. تعكس الضوء جيدا.. لا شك أنها ستكون أروع في ضوء القمر... سأتأملها ثانيةً في ضوء القمر مساءا... هكذا وعدتُ نفسي.. بفرحة اخري بنفسجية في المساء..

أبتسمُ و أنا أمشي بخفة..

فقط وقتها لمحتها قادمة نحوي.. عرفتُ أنني سأحظي بحكاية جديدة... سأسمعها.. و أنتشي.. ثم أحكيها لكم لا حقا..... 


روبابيكيات... (1)


لم أعرفْ قط أنني سأكتب يوما ما .. لم أتخيل أنني أفعلها يوما.. رغم أني لا أفيق عادةً من خيالي هذا...

لكنها كانت تأتيني... ربما أنا التي لم تلاحظ تلك الجنية من قبل..
تأتي.. فتأتي معها الحواديت.. تجلبْ معها الحكايا .. كلها...  و ترويها أيضا.. ترويها لي وحدي..

تأتيني وقتما تريدُ هي.. لا وقتما أشتهي أنا أسمع.. أو يروي لي أحدهم حكايةً ما..
 تأتي جنيتي.. فتحلو لي الدنيا... تأتيني فتضحكْ من استقبالي الطفولي و حفاوتي بها.. تتعجبْ من عدم اكتراثي بالبشر.. و انشغالي التام بها عما سواها..
كيف لا أفعلْ ؟؟ كيف لا استغرق فيها.. في حكاياها.. أنا انتظر من عمري تلك اللحظات ... كيف لا أسكرُ بها حتي الثمالة... تخبرني جنيتي أنني حتما مخبولة... لا أهتم..


أخبرُها أنا أنها هي من تأتي في هذه الأوقات و باختيارها التام.. تأتي و هي تعرف أنني أرحب بها دوما.. و إلي الأبد.. سأظل بحاجة سردها السحري لي...

أخبُرها أنني لم تكن لي جدةٌ يوما لتحكي لي الحكايا... هي من يحكي لي.. هي من يهمس بالحدوتة في أذني.. أذني أنا فقط....
فأبتسم و احزن.. و يعبس وجهي ثم يفرح.. فقط تبعا لحكيها.. أكادُ أجزم أن اغلب الناس في طريقي المعتاد يظنون بعقلي.. لا أهتم .. و لا أريد أن أهتم..

في البدء كنت استجديها لتأتي و تروي لي .. تروي حتي و لو نصف حكاية.. حكاية غير مكتملة.. فقط لتأتي و لأسمع ..
فيما بعد فهمتُ أنها يجب أن تأتي دونما استجداء... يجب أن تشعر بحاجتها للسرد.. فتأتي .. فتحلو أيامي أنا.. فأعيش في الحدوتة إلي أن تأتي الحدوتة التالية.. أو تأخذني الدنيا بعيدا.. فأشعر بغربتي.. فأحسُّ بالحكي في قلبي... فأكتب !
فيما بعد بدأتُ أعرفُ علاماتِ مجيئها.. بدأتُ استشعرُ مجيئها.. علامات بداية الحكاية الجديدة.. و قد كانتْ تراني من بعيد.. فقط لتأتي في القريب.. تهبني حكاية .. و ترحل من جديد....... 

الخميس، 12 يوليو 2012

رَكضْ !!

" تودُّ لو تجري الآن ...
تركضْ كغزالٍ هارب... كطريدةٍ تفرُ من هلاك مُحتم....
فكرتْ فيما يمنعها...
فما وجدتْ الا كل ما يمنعها...
ياااالله.. أليس من منتهي لكل ما هي فيه!!! ...
كفرتْ بكل شئ.. و جرتْ...بعضُ الكفرِ أدلُ علي الإيمانِ .. من الطاعة !
ركضتْ كأن لم تركض قبلا... و لا بعدا...



و عندما انتصبتْ علي اقدامها.. صُفعتْ علي الحلم!!... " !!
 

حلم...

" كان مرة في ولد انما ايييييه... اجمل امانيه.. رحلة ف الكون.. " 


و هي كل امانيها تلك الرحلة...ليست اجمل امانيها فحسب... أُيعقل أن تكون سني عمرها الغارب حلمٌ ضاع؟؟ .. او ما كُتب له الاكتمال... أما آن لها أن تبدأ؟؟!! ... 

فيما غبرَ من السنين... و في أعماقها كالمعتاد كانت تحلم... و تحلم... و لم تفعل سوي أن تحلم..

لابأس..
الحُلم مهدئ... مخدر لذيذ لكل المحرومين.. الممنوعين.. المقهورين .. و قطعا الحالمين..
لكن الحُلم مُحرض ... الحُلم طفلٌ شقي و متمرد و متطلع دوما ابدا... الحُلم لا يقنع بكونه حُلما !!
مُحرض دوما علي المزيد.. يبغي بداية ما ... بداية تُمكنه من أن يكون أكثر من مجرد حُلم... هو غافلٌ عن انه متمكن اصلا و فرعا!!
البداية ... ما البداية؟؟ ...البداية انتظار.. بل احتمال!! لعلها بدء.. و ربما ختام!!

 و متي كانت تلك البداية؟؟ أوْكانتْ اصلا؟؟ أم لعلها لم تأتِ بعد؟؟ من يدري.. و من بوسعه اخبارنا اليقين؟؟ ... 

اليقين.. من يملك اليقين..؟؟
ما الذي تطرق بالكتابة الي هنا..؟؟؟

هنا شوكٌ كثيف... اليقين!!! 

ياا خبر!!! 

الاثنين، 9 يوليو 2012

كن سعيد


من عشر سنيييين و اكتر ..
ابني الاكبر..
شااب فااارع لووونه اسمر ... 


" نصيــبِــك كدا... ربنا وقعك ف واحد ابيض !!
اصبري.. "
" يا ولدي هو انا اعترضت.. بس اصل السمار عندي دا حاجة كدا بتفكرني ب عنترة ... تلك المعجزة البشرية.. عنترة رمز الحرية و للحرية عند الانسان المُستعبد فكر و طعم تاااااااااني يا عصفور ... يمكن يكون في عنترة رمزية حرية زي اللي ف سبارتكوس.. كلاهما كان عبدا... عبد ف نظر العبيد .. لكنه حر... بس انا برضيك باعشق عنترة و شايفاه غ..ي...ر..."
" باعشق عنترة !! كدا ف وشي و بالصراحة دي..؟؟ طَبْ اتلمي و اكتمي.. قالك عنترة !"
 ابتسامة .. غمزة..
" كنت بانكشك بس.. "
" لا و النبي بلاش نكش ف الامور دي..." ايموشن مضايق
"طب بلاها نكش.. مش مستاهلة نخنق عشان دا... عنترة دا رمز... ال.."
" رمز بس مش مات بنوسبالك !!"
" يااا عصفوري الرمز لا يموت.. ابدا.. باقٍ ببقاء الفكرة.. و الفكرة باقية ! ...
 فُكــك و تعالي نطلع نجري لحد بتاع القصب.. و الخسران هو اللي هيحاسب .. "
" يللا يا هبلة"
" نصيبك يا عصفوري"



كااان جمييل الصووت
صوته عنبر
حتي فووق مَدنِة بلدنا لما كاان يطلع يــَكَـــبــْر....
كل خلللق الله تَــكـَـبـْـر..
كنت الف معاه كفور مصر و نجوعها بالربابة ..
هو يغني سيرة الابطال...
ابو زيد و الزنااااتي .. و عنتر !





" الوو.. "
" ايووون
J "
" ازييك؟؟ "
" الحمد لله حلوة طول مانتَ حلو يا حلو"
" يخربيييييييت النصب... يا بنتي هتدخلي النار حدف م كتر الكدب دا "
"اخص عليك.. و ربنا مش باكدب.."
" طوويب ياا نصابة.."
" لأ .. زعلت.. كدابة و نصابة ف اول دقيقة ف المكالمة.. طَبْ اصبر لما نرغي حبة !... يللا اتفضل صالحني"
"طوويب براحة بس.. بلاش الصعايدة كدا روحهم تهفهف ع المكان .. "
" يللا اقرألي الحدوتة الجديدة .. يللا اتفضل.. و بسرعة.. يللا ..
مش بتيللا ليييه؟؟ ..."
" ياااربي ع الهبل.. طويب اسمعي... كاان يامااكاان .. كان في..."

و اتووه انا ف الحروف.. ف الكلام.. طول عمري شخصية سمعية .. طوول عمري ما عرفتُ ازاي اقاوم كلام بيبتدي ب " كان ياماا كان" .. او "يُحكي أن" .. حتي ف مرة كنت منفضة للامتحانات الكلية ف اول سنة.. لجل ماتابع برنامج وثائقي للرائع " أسعد طه" بس.. لأن اسم البرنامج " يُـــــحْــــــكَـــــــي أنّ" ... و طلعت م المادة دي ع الرفع الحمد لله !
 
اتووه... يبدأ الحكي..  و تبدأ الموجودات حولي بالتلااااشي.. تتلاااشي.. تتلاشي إلي أن تُصبح ذكري.. من بعيييييييد !
أتووه ف الصوت هذه المرة.. ف نبرات و ثنايا الصوت.. و مخارج الحرف العربي من هذه الحنجرة..
" هننننند...  "
" نعم!"
" روحتي فين؟؟ مش قولتيلي ايه ظروف الحدوتة معااكي؟"
"حدوتة؟؟!! "
"؟؟!!!!" ... ايوون ع فكرة باعرفه لما يقلب علي علامة الاستفهام.. حتي لو ف التليفون !
صـــــــــــــــمــــــــــــــت
" ااااااه الحدووتة... يا عصفوري المبدع انا توهت منك اصلا بعد ما قولت "كااان ياماااكاان " بصووتك دا !...
ع فكرة بئا بئا بئا.. صووتك دا بكووول حاااجة فيه مش ينفع يقول إلا عربي!
صوتك فعلا خُلق لجل ما يكون عربي.. الحنجرة دي مش يليق عليها إلّا الحرف العربي.. الحمد لله إنك عربي
J
يللا بئا احكيلي الحدوتة تااني... ييللللااااااااا "
"اه يا مجنوونة !! .. اوعي تعقلي ف يوم  "




حتي جه يوم و اطلب للجيش..
راح يوميها ويا شبان البلد ع الجهادية
كلهم رااحوا و عبرووا ..
و بعدها رجعوا.. إلا هو..
راااح مجاااش...

"انا هاطلع ع الاعتصام بعد الشغل..."
" اعتصام.. ؟... تقصد العباسية؟؟؟"
"ايوون... بعد الشغل هروح باذن الله.. "
" يااااولدي اهدي شوية ...
طيب و... و النااس اللي ف دنيتك ... طيب بلااش تروح بدقنك دي.. يفتكروك م الناس التانين !"
 ضـــــــــــــــحـــــــــــــــــــك..
" بتضحك ع ايه بئا..؟؟ "
"ع الناس التانيين.. م ديش العدو يا صعيدية
J"
" و مااله اضحك و هزر برااحتك.. و انا اقعد كدا لا علي حامي و لا علي بارد !"
" دا رقم امي.. لو حصلي حاجة كلميها و عرفيها.."
صــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــت
" إيه ساكتة ليه؟؟"
" الأرض السمرا دي.. زي ما تكون عملالنا عمل و مش عارفين نفكه.. انا مقدرش افكر ف اني اقولك ما تنزلش.. و ما تروحش.. انا لو باعرف انزل.. مكنتش اقعد ابدا... نفسي اشوف الارض دي حـــــــــرة !
ماقدرش اقولك اقعد زي العبيد اللي يقدروا ينزلوا بس لساهم بيخافوا..
و برضه مقدرش استحمل انك هناك...
هاسمعك حاجة كدا قبل ما تقفل .. "


رُدني إلي بلااادي .. مع نساااائمٍ غوداي..
مع شعاعةٍ تهاوتْ عند شااطئٍ و وااادي....
رُدني .. رُدني.. رُدني إلي بلااادي..
مرّةً وعدتَ تاخدني ... قد ذبلتُ من بُعادي..
و ارمِ بي علي ضفافٍ من طفولةٍ غدادي..
نهرُها .. ككفٍ من أحببتُ خيّرٌ وصـَادي..
لم تزل علي وفاءٍ ..
ما سوي الوفاءِ زاادي..
حُــبـَنــي هنااااااااااااااااااا حُــبــَا لـحــب .. مالئاً فؤاااادي..
شِــلْــحُ زنبقٍ انــــــا .. شـِلـْحُ زنـبـق انـا ..
اكسرنييييييييييييي علي ثري بلاااادي...
رُدَني إلي بلادي.. مع نسائمٍ غوادي..

" كنت متأكد انها هتكون فيرووووووز ... ما فيش حد بيلخص تفاصيلك و لا يحكي حواديتك غيرها .. "
" و غيرك يا طير... ابقي طمني و انت هناك...
خد بالك منك .. ربنا يحفظك.. و ينصرنا.. "
" كنت لسه هاقولك ادعيلي.. " 

و انتظرت كتيير علي شط القناه..
قولت لاازم يوم هيرجع...
لحد ف يوم ما شفته م بعيييد..
جي مغبر..
صحت اكبر ..
الله اكـــــــــــــبر...


" انتَ فيييييين .. ؟؟"
" أنا اهو.. ف طريقي هروح خلاص.. كنت هاموت.. افتكروني م الناس التانيين بسبب دقني.. بس الحمد لله.. لسه ف العمر بقية"
"الحمد لله... انتَ كويس ؟؟ متأكد ؟ و لا بتاخدني ع أد عقلي؟"
" لأ يا بنتي .. و الله أنا الحمد لله تماام.. و مروح اهو.."
" طيب.. أما توصل بيتكم طمني لو سمحت.."


كن سعيد ..

عيش كأنك فيها ولييد..
لسه الحياة يااما فيها جديييد..
لسه القمر بيرمي ضوءه ع النجووم و ينورو..
لسه الولد بيجيييب حماااام و يطيرو...
لسه الربيع بيضمنا..
لسه الحبااايب ف اللياااالي بيسهرو...


" عارف؟؟... أنا نفسي ف حبة خروج عن النص... حبة جنون.."
" زي إيه و إحنا ننفذ ع طوول" ..
"تعالي نجري لحد بتاع القصب.. و نشرب.."
" و بعدها؟؟"
" و بعدها إيه؟... هو ف جنون معروف مسبقا !!!
احنا هنبدأ بس..و هو هيجي لحاله يا ولدي..
يلاااا اللي يحصلني .. يكسرني.."
" اتنين قصب لو سمحت..
J"
"تعالي عاوزة اجيب حاجة م المحل دا.."
" هتجيبي إيه؟؟ "
" تعالي بس.. لو سمحت عاوزة كيس بلالين...
يللا.. أنا هانفخ و انتَ تربطها.. أصلي مش باعرف أربط البلالين.."
" ياااوعدي.. !!
ماااشي يللا..."
" بأقولك إيه.. احنا نبقي البلونة الحمرا و الزرقا... و نصور سوا بيهم ..و نلعب بيهم.."
" و الباقي؟ هنطيره؟؟ "
" لأ... تعالي نديه للعيال اللي بيبعوا المناديل و الجرجير جمب الجامع .."
" كريمة.. و أخوها رضا البلطجي؟؟"
;)
" يللاااا... جري لهناك.."
" انتي يا هطلة كان نفسك تطلعي ف ماراثون و لا إيه؟؟"


كل البلااابل لسه طاايرة ف السمااا..
و الصغير ف ايدينا بكرة يكون نمي..
بس انـــــت شــــوف و افـــــــهـــم و حـــــــــــــــــــــــسّ..
تلقي الحياة أزهار و بس..
كُـــــن ســــعــــــيــــــــــد..






السبت، 7 يوليو 2012

كتاب !


مش عارفة ليه طول عمري براوية و نافرة .. و مش باطيق حد يجيبلي هدية.. و لا اني استقبل هدية.. كنت باعمل تعبانة و فطسانة .. و اي حاجة ف يوم ميلادي.. و اي مناسبة هاكون فيها هاستقبل هدية ... الهدية بجد عبء مشاعر و ناس من لحم و دم .. ايون عبء.. مش قولنا عيلة براوية و نافرة...

بس مع الكتب .. الأمر يختلف كالاختلاف نفسه .. أنا عمري ما فرحت بهدية أد هدية أبي ليا أول ما تميت ال16 سنة... J
كانت شوكولاتاية بالبندق.. و شمعة عليها رقم 16 .. شمعة بس من غير تورتة.. و الحمد لله كانت اخر مرة يقولي فيها " كل سنة و انتي طيبة يا هنود" ... J كتر خيره بصراحة .. 16 سنة بنته و ف وشه .. الرااجل مستحمل كتير برضه !

و الكتاب بئا بئا ... دا الحاجة الوحيدة اللي بافرح بيها زي فرحة العيال الصغيرة فرحتهم بهدوم العيد و الشوز يوم الوقفة .. و انام و الكتب ف حضني .. J
الكتب.. الكتب اللي جاتلي هدية بمناسبة.. و الاروع منها اللي جاتلي من غير مناسبة... لما حد يفتكرني ادام كتاب و يجيبهولي.. لما أتفاجأ "هنوود.. جبتلك دا! " و دا يكون كتااب.. كتاب.. ك..ت...ا...ب يا بشرية ..
حبة صفحات..شوية ورق بكلامهم ؟ يمكن.. بس "ح..ا...ل..ة"
كتاب.. ورق و حبة كلام.. بس وراهم تعب..فرح.. يأس...هم.. كآبة.. وراهم باختصار "انسان" بكل اللي فيه.. وراهم حبة توهان في الملكوت الوااسع دا.. أه وراهم فكرة.. ثقافة.. معلومة.. ماشي.. انما الكتب عندي كما المخدرات.. صنف للتعاطي.. و التوهان لا يختلف عن الحشيش كثيرا.. او قليلا حتي J

لحظة.. !

أنا ايه اللي وداني بالكلام ل هنا... و فلسفتي الصغيرة ف القراءة و الكتب.. ؟؟
طوويب أنا مسطولة و سكرانة بالكتاب الهدية دا !! معايا عذري.. انما انتوا سرحتوا معايا كدا ع طووول!! محدش أخد بيدي و رجعني للي كنت باقوله..؟؟ عجيب أمركم !!

نهايته..
أول مرة كانت .. "ماي لافلي اتش.. ديدي"

"ثلاثة اشباح متحركة ف البلاطي البيضاء... مستهلكات تمااامااا...
في اتجاه الLocker عشان نخفي ادوات الجريم.. عفوا.. قصدي ادوات الكيميا... خارجات من معمل العضوية.. (عقاب السماء العضوية دي) تفوح منا رائحة ال..احم العلم الكيماوي طبعا !!
افتح الLocker بتاعي انا و مرة واحدة يحط علي عفرتة و جنان عيل ف 2 ابتدائي... و "الله عليكي يا ديدي... هو داا الكلاااام ... هكذا يكوون الصووحااب ياا جدعاان... وههوو... و أخيرا زست" دا كان مني اكيد و طبعا صاحبتاي الاثيرتان أصبحتا شبه علامتي
الاستفهام و التعجب معا J
_ " زست ايه يا وزة؟؟ انتي اتهطلتي رسمي... انتي شميتي ايه ف معمل العضوية يا بت؟؟"
 _ " عضوية؟؟!! انتوا ميين؟؟ عضوية ايه و شميت ايه؟؟ بقولكوا اخييييييراا زست.. طول عمري عارفة ديدي دي مزززتي الابدية... "
و ببساطة أزاحوني جانبا و بصوا ع الlocker و لقووه... "موسم الهجرة الي الشمال" ...
_" اههاااا... طووول عمرك هتفضلي هطلة و مفتاحك ف كتاب...و ربنا المعبود يا وزة لتيجي ارض ارض و ع بوزك و بالمستعجل كمان بسبب كتاب... دا لما يحب يبلفك .. هيجبلك كتاب يا عبيطة..."
_" و ماله ... يجيب.. دا عز الطلب..
:P"
******
و دا كان الكتاب الاول....
اما الكتاب التاااني ف برغم اني قرأته قبلها يجي تلاتيين مرة بس و لا مر ة مسكته بين ايديا... قرأته
pdf ... و عن تجربة.. تبا كبيييييييرة للpdf ... دا حاجة كدا شبه المياه المالحة ... ماترويش... تعطش زيادة للكتاب بئا.. للورق و الصفحات و كدا J

اصلا كان يووم جااامد أكثر مما أقدر اوصف او اتخيل ... بافتح الباب و الاقيييهم كووووولهم ف وشي بيصرخوا زي اللي عليهم عفاريت SURPRIIIIIIISSSE" .... كاااان يوووم اسووود يوووم ماااجيتي..."
بيحتفلوا بعيد ميلادي طبعا
J
و تورتة تووحفة... أحلي تورتة جاتلي ف عمري كله... و snow لما اتعمينا ... و بلاليييييييييييين ... الله بااحبها جداااJ
و شمعة بال
H و التانية بالN لأحلي مولودة ف مارس (من بعدي طبعا) ! "نونو"
"و خلااااص يللا بئا نقوم نمشي .. الوقت بئا المغرب... "
" ايه دا .. خلاص مااشيين؟؟
L"
" ااه خلاوويص بئا .. عشان هنرووح بعييد... كوووول سنة وا نتي طيبة ياا وزة... و معاااانا.. بس برضه يااا رب نخلص منك ع السنة الجاااية بئا يااا رب
J" ... اسكت انا و انا زعلانة انهم ماشيين .. للحظة افتكرتهم هيباتوا معايا و مش هيسبوني وحدي تاني... او ع الاقل ياخدوني معاهم و هم مروحين.. !
" ااااه كنت هانسي يا هنوود... كوووووول سنة و انتي طيبة يا هنودتي ... دي عشاانك.. عارفة انك بتحبيها.."
و الاقي نهي حدفتني باحلي من المتوقع..." الخيميائي" !
****
و دا الكتاب التاني .. أما التالت بئا .. بئا بئا ف دا حدوووتة لحااله ..كانت أول مرة أسمع عنه.. منه هو .. و أما قولتله أول مرة أسمع بيه.. قالي استني.. و راح منقي كام حاجة منه كدا.. و قرأها لي... عوااالم بنفسجية بتموجات اللون الرائع دا يتداخل معها درجات الازرق كلها...و انا باسمعه بيقرألي.. حلو الشعور دا .. حلو بشكل شنيع... و في راسي فيروز.. دوما فيروز ..بتشدو.. " رديتلي كتبي و مدرستي و العمر اللي كان... و انسااااني الزمان ع سطح الجيران" .... وقتها حسيت اني رجعت عيلة بضفيرة.. و هو الكبير اللي يعرف كل حاجة و بيقرالي الحواديت ..!
 " ازيك.. "
" تماام الحمدلله.. مبسوط اني شوفتك.. " يقوم وشي يفضحني اكتر ... و ياخد كل درجات الاحمر المتاحة.. و اسكت !
" طيب خلاص... إيه كل الأحمر دا... ع فكرة جبتلك هدية .. يا رب تعجبك.. " و يفتح الشنطة يطلعلي الكتاب اللي أدمنته بعد ما قرألي منه..." أرز باللبن لشخصين" ...
يزيد الأحمر ف وشي.. و أسخن زياادة من كتر فرحتي.. و لساني يتقل و ماعرفش انطق....
" بجد؟؟... دا عشااني...
J "
" أيوون .. دا هدية ... و مش هيرجع ابدا "
" أنت ر..ا...ئ...ع.. " و السيطرة للأحمر لازالت
" طيب خلااص .. تعالي هاعزمك علي بطاطس.."
و أمشي أنا كأنني هاتنطط.. كتاب و هايأكلني بطاطس كمان ... اييه الكااائن الخراافي دا ...

J  أنا بس حبيت أقول لكل واحد فيهم "شكرا لأنكم عندي هنا ف دنيتي.. و ربنا يصبركم علي"