أمسكُ يدها
الدافئة بيَديّ الباردة دوما.. أنظرُ إليها باعتذار..
" أسفة إيدي باردة ع طول.. بس لحد ما نعدي الشارع" ..
" أسفة إيدي باردة ع طول.. بس لحد ما نعدي الشارع" ..
تبتسم و
تصمت ..
**
منتصف
الطريق وسط السيارات تخبرني:
"
عارفة؟؟ .. ممم الشتا دا فصل رومانسي جدا.. مش عارفة فعلا بس جايز أنا اللي خيالية
اووي... " ثم تصمتْ !!
**
أفقتُ عليها
تهزني بعنف من كتفي...
"إحنا وسط العربيات.. وقفتي ليه؟؟.. يللا"
"إحنا وسط العربيات.. وقفتي ليه؟؟.. يللا"
**
أنا ما عدتُ
أدري بأننا وسط إشارة المرور في زحامِ الثالثةِ عصرا.. أنا هناك في جملتها تلك.. و
في الشتاء الذي تحدثتْ عنه !
أنا هـــــــــــــنـــــــــــــــاكـــ !
أنا هـــــــــــــنـــــــــــــــاكـــ !
**
أعاودُ فأمسك يدها الدافئة ثانيةً لأعبر بها الطريق..
أعاودُ فأمسك يدها الدافئة ثانيةً لأعبر بها الطريق..
أسمعُ شخصا
آخر يجادلها أنه ليس رومانسيا فحسب.. إنما الشتاء فصل خيالي بكل تفاصيله .. الشتاء
كما الصبار.. يبدو مؤذيا مليئا بالشوك.. لكنه من الداخل مفعم بالرحيق.. لكنها لا تسمع
هذا الآخر.. أو هذه الأخري التي تجادلها ...
تعودُ فتقول
:
"
عارفة.. فعلا الشتا دا حاجة كدا هدية.. بس اللي يفهم تفاصيله..."
"لا...
مش كدا .. بس اللي "يحس" تفاصيله"
أجيبها بغمغمة
لا تفهم منها شئ.. و لا أدري أنا بم كنتُ أغمغم !
لكنها
تستمر..
" عارفة.. حتي القهوة.. بتحلو في الشتا... "
" عارفة.. حتي القهوة.. بتحلو في الشتا... "
أصغي أنا
إلي حديثها المتقطع.. و أودُّ لو أصغي إليّ أيضا..
أودُّ لو أخبرها أن القهوة لا تحلو فقط في الشتاء بل تختلف في الشتاء.. تتجدد.. و ترتدي طعوما و روائح أخري..
أودُّ لو أخبرها أن القهوة لا تحلو فقط في الشتاء بل تختلف في الشتاء.. تتجدد.. و ترتدي طعوما و روائح أخري..
قهوة في
البرد تعطي مذاق الدفء.. مذاقٌ برائحة الأحبة ..
تعطيكِ
الغياب الذي يكاد يكون حضورا ...
قهوة بمذاق
الخيال..
**
تقول
موللَّي :
" و لا
المطر بئا.. ممم..حاجة كدا تغسل البشر.. و الروح.. "
أتمني لو
أخبرُها أن المطرَ يغسل الروح.. فقط أرواح البشر الذين يعرفون أنهم بشر !!
أصغي إلي
الأخري التي تجادلها..
" المطر..
لا أعترف إلا بالأمطار ف الشتاء.. الأمطار قرينةُ البرد..
لا الأمطار
التي تهطل طوال العام.. باردا كان الجو أم حارا
هذه أمطار
لا تبالي بوقعها في النفوس.. أمطار لا تعرف أنها أمطار"
متطرفة في
إحساسها تلك المُجادِلة
**
أسمعني أنا
لأول مرة منذ أمسكتُ بيدها الدافئة أول مرة..
" الشتا... الجنون في إنك تلاقي حد ينزل يسنكح معاكي.. في عز الساقعة و البرد و المطر.. و تتمشوا بلا أي أهداف واضحة.. بس تتنفسوا الهوا اللي قرر يكون أحلي و منعش..
" الشتا... الجنون في إنك تلاقي حد ينزل يسنكح معاكي.. في عز الساقعة و البرد و المطر.. و تتمشوا بلا أي أهداف واضحة.. بس تتنفسوا الهوا اللي قرر يكون أحلي و منعش..
تاكلوا
بطاطا سخنة بكل هدوء..
تتفرجوا ع
الناس اللي ماشية بتجري من كل مكان بس عاوزة سقف تستخبي تحته
و انتوا مش
راضيين بأقل من السما سقف ليكوا..
الشتا ف
انكوا تتفرجوا ع الدنيا حواليكوا كأنكوا براها ..
الشتا
ببساطة ف "إنــــكــــــوا" .. "
لا أعرفُ إن
كانت قد سمعتْ حديثي أم لا ..
لكني علي
الأقل أصغيتُ
**
نصلُ إلي
المحطة حيث تستقل حافلتها..
أطمئنُ إلي
أنها بالحافلة.. أودعها ثم أُكملُ طريقي وحدي.. معي فقط حديثُ متفرق عن الشتاء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق