مولعةٌ
بالبداياتِ هي...
تخشي
النهاياتِ كذلك...
البداياتُ
دوما ناعمة.. دافئة سواء أوغلتْ فيها برفقٍ أم بجنون..
البداياتُ
تعدُ بالكثير... النهاياتُ لا تعدُ بشئٍ تقريبا !
****
" شهرُ
الله المحرم..
أعظمُ
الشهور الحُرم عند المولي عز وجل..
و إن للدمِ
لحُرمة عند الله تفوق حُرمة البيت الحرام.."
ثم ما عدتُ
أذكرُ ما قاله بعدها .. أو ما يقوله..
ما عدتُ
أريدُ شيئا.. جُل ما أعرفه أنها من تلك اللحظات الملعونة التي يفرغُ فيها الكون من
حولك و يقف صخبه الذي لا يقف أبدا !
تلك اللحظة
حينما تشتهي أُنسا بشريا لا يتركك و نفسك وسط هذا الفراغ وحدكما.. لا تودُ نفسَك
الآن.. تَودُ من يحول بينك و بينها !
للحظة شعرتُ
باغترابٍ عاصف و عميق كأنما هو منذ الأزل..أشعرُ كأنما خُلقتُ لفوري..قد كنتُ
أنتمي للظلامِ الكوني في رَحمِ أمي.. قد كان هو الكونُ علي اتساعه..ثم.. ثم .. ثم
لم يعد!!
أحاول أن
أعود فاستمع.. لعله يكمل هذا الحديث العجيب عن حرمةِ الدم !!
حرمة الدم؟؟
أم لعله يكمل فضل شهر الله المحرم..
أم لعله يكمل فضل شهر الله المحرم..
المحرم؟؟ ما
هذا الاسم؟؟
كأنما أسمعه
لأول مرة في حياتي
كأنما الآن
فقط أَدرَكَ معناه..!!!
أم لعلها
المصالح... و حساباتهم الأخري التي لا يسعني فهمها !!
****
شهر الله
المحرم..
بداية
العام..
المحرم و
حزنٌ شفيف يجتاحني..
حزنٌ يظل
متواريا طوال العام.. لا يستعلن إلا في هذا الشهر..
حزنٌ لا
يعصف بي.. إلّا في شهر الله المحرم..
لا يؤلم إلا
الآن و يظل ساكنا طوال العام..
****
تبدأ
ذكراه في الطفو علي سطحِ دفاترها في المحرمِ من كلِ عام..
يبدأ
في العودةِ و الظهور علي اوراقها و في تفاصيلها في المحرم من كل عام..
لعل ما
ينقصها فعلا أن تتشيع لتقيم عليه "حُسَينية" تندبه فيها.. تستقبل فيها
العزاء أيضا..
لعل كل الدم
بعد استشهاده صار مكررا لها و مملا..
أم لعلها
صارتْ تتعامل مع الدم بجفاء.. كـ..كـــ...كالكبار !
علي كُلٍّ
كلُ الدمِ بعد دمه يصير عاديا..
تبدأ
في التكرار علي ذاتها "كلُ أرضٍ كربلاء.. كلُ يومٍ عاشوراء" ..
ربما تخشي أن تنسي لذا تذكر نفسها.. لكنها تعلم أنها لا تنساه.. تعلم هذا جيدا..
ربما تخشي أن تنسي لذا تذكر نفسها.. لكنها تعلم أنها لا تنساه.. تعلم هذا جيدا..
كيف تنساه و
هي ما تنزل بأرض إلا و تخشي أن تكون "كربلاء" خاصتها ..
تذكره
في كل أرض تصيبها بها النوازل..
"كربلاء" أرضُ كربٍ و بلاء !
"كربلاء" أرضُ كربٍ و بلاء !
هكذا قال
يوم صار بكربلاء..
كيف يتحدَّثُ
هذا عن المحرم..
عن الدم..
عن حرمةِ
الدم ..؟؟
أولا يعلم
أن "الحسين" قُتل ..
الآن فقط
بعد أن صار يخشي أن يكون الواتر لا المَوتُور يتحدث عن الدم..
يترفق في
الحديث ليدخل الرفق إلي النباتات ..و ربما الحيوانات كذلك!
ما هذا
الارتباك ؟!!!!!
ماذا يعرفُ
عن الدم ليتحدث عنه !
***
" هل
عرفَ الموتُ فقد أبيه؟ " *
***
البداية
الدافئة..
صار الهلال
بدرا.. و لما تترك الدماء هوايتها الجديدة في أن تُراق كالمياه !
****
لا تشعر
بشئ تقريبا في وسط الأشياء.. الأزمنة..
فقط تتذكر
نعومة البداية..
ربما تفكر
بهواجسها التي تخشي الاقتراب من النهايات !
***
"قال لي الشيخ :
إن الحسينَ مات من أجل جرعة ماء !
و تسائلتُ كيف السيوفُ استباحتْ ابن الأكرمين؟؟
و تسائلتُ كيف السيوفُ استباحتْ ابن الأكرمين؟؟
فأجاب الذي بصرته السماء:
إنه الذهب المتلألأ في كل عين" **
***
عاد
البدر كما كان هلالا ..
و لمَّا يقف
الدم بعد..
مضي
المحرم إلي ما لستُ أعلم..
و لمَّا
تمضي ذكراه كما اعتادتْ أن تفعل...
مضي المحرم.. و صفر ..
مضي المحرم.. و صفر ..
و اجتمعت
ذكراه التي أبَتْ أن تمضي بذكري ربيع الأول..
كأنما
تكالبت علي الذكريات تسألني :
"بأي
ذنب قُتلتْ؟؟"
***
"إن
تكن كلمات الحُسين..
و جلال
الحُسين..
و سيوف
الحسين لم تقدر أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء..
أفتقدرُ أن
تنقذ الحق ثرثرةُ الشعراء؟؟ " **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
"مراثي اليمامة للرائع "أمل دنقل" ...
** "
من أوراق أبي نُواس .. لنفس الرائع "أمل دنقل "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق