الجمعة، 28 سبتمبر 2012

درجتين من سلم رخام


من اد ايه كنا هنا؟؟
من شهر فات ولا سنة؟
ايام ما كنا لبعضنا .. و الدهر غافل عننا

يسحبني صوت عبد الوهاب مني إليّ...
يفصلني عما حولي... يعزلني عن العالم و الشارع بصخبه في يوم عمل روتيني ممل...
المجد لمن ابتكر سماعتي الأذن... اختراع رائع لحالة مثلي.. تمل من كل شئ.. و لا تطيق البشر.. أضعها فأسمع من أشاء و انعزل..

اترك لقدمي حرية التحرك في المكان.. فلتخطو في المكان الذي تريد... هي تعرف أكثر مني؟؟
ربما! لكن هذا لا يهم...
أثقُ بأنها تشعر أفضل مني... و هذا هو ما يهم الآن.. أن تشعر لا أن تفهم..

أتجول في المكان الأليف..
مكان يعرفني... لستُ ككل من يمرون به .. أنا مررتُ من هنا .. و المكان مرَّ بي.. أحس الشوارع تعرف بتجوالي فيها...
أعبر الشارع.. لأتمشي قليلا علي الجهة المقابلة..
أقفُ دون وعي مني فقط لأجدني ثابتة كما الجبل أمام العتبتين السوداوين لباب المسجد.. هذا الباب دونما سواه..
بعتبتيه الرخاميتين.... عتبتين باردتين في حر يوليو.. رائعتين..

مريت من هنا و اشتقت ليك.. و لساعة من عمري هنية

ابتسم.. أضحك بملء فمي.. و بأعلي ما يكون..
أذكرُكَ جالسا في دنيا أخري علي العتبتين الباردتين في حر يوليو..
جالسا تقرأ في رواية غارقا فيها ... تحيطك هاله مشعة.. كأنما أنت طفل خرج من مدرسته ينتظر أمه...
طفل برئ من كل آثام الدنيا و شرورها...

لا ادري وقتها كيف جلست جوارك ع العتبتين السوداوين.. تمنيت وقتها لو تشملني الهاله...

نسيت معاك كل الهموم.. و قلت ليا يا ريت تدوم

أضحك بأعلي و أعلي... كيف كنا نجري في الشارع هكذا؟؟
أذكر خطواتك المتعثرة..... و ضحكا بسبب جهلك بجغرافيا المكان...

لازلتُ واقفة ثابتة كأنما انا هنا منذ بدأ الخليقة ... لا لست هنا .. هنا الزمان ليس لي... انا هناك في الزمان و المكان... هـــــنـــــاك

أفكر... ماذا لو جلست جوار بائعة الجرجير علي العتبة الرخامية.. لا لن تكون كما كانت في يوليو... نحن في سبتمبر علي كل حال...

مارضيتشي يومها تقولي ايه اللي قصدك يدوم لي..
الود.. الصبر... البعد..
يا ريت هنانا كان دام لنا...

اخفض بصري و أمشي...

من أد ايه كنا هنا؟؟
من شهر فات و لا سنة ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق