الأربعاء، 28 أغسطس 2013

ليلي


آهٍ يا ابنتي الغائبة .. هذا حكم القدر و المكتوب فينا ..
آهٍ يا ابنتي .. ما أشدَّ شوقي .. فهل  تشتاقينني ؟
ليت الزمان يسعدُكِ يا ابنتي  مثلما فعل معي أو أكثر .. فأنتِ تستحقين فرحة ما ..
ليته يجنبُكِ الشقاء مثلما لم يفعل معي .. اهٍ يا ابنتي لو أن ليّ أن أفتديكي فينالني نصيبك من الشقاء .. و لا يبقي لكِ منه شئ .. آهٍ لو أن لي ..
لو .. لُعنتْ لولا ... ملعونْ من يتبعها .. ليكن هذا أول ما تعرفه نفسك الطفلة ..
لا تركني إلي "لو" .. أنتِ لا تستحقين اللعن يا ليلي ..
آهٍ يا ليلي .. آهٍ يا ليّل"ي" أنا ..
أتوقُ إليكِ يا ابنتي .. فهل تفعلين ؟؟
أتخيلُكِ سمراءَ مثله .. ليتكِ ترثين غمازيته الرائعتين .. و ابتسامته المُسْكِرَة ..
أودَّ لو أورثتُكِ عينيي الواسعتين و شعري .. فقط عيوني و شعري يكفيانكِ مني كأم .. أنتِ لا تعرفين كم أشفقُ عليكِ يا ليلي لأنني أمُكِ !

ربما ليس لدي شئٌ أخر بخلافهما يصلح كي ترثيه يا ابنتي !

خيالي ؟؟
رجاءا لا تحدثينني عن خيالي هذا دون غيره .. هذا شقائي المقيم .. هذا ما يحولُ بيني و بينك حتي الآن ..

جنوني  ؟؟
و لا هذا أيضا يصلح .. هذا متعب .. لا كما تتخيليه /تتخيلينه أنتِ ... لا يا ليلي .. ليس كما تُصَورُه لكِ نفسُكِ الطفلة .. لا أريدُك ساذجةً مثلي يا ليلي .. لا تكوني ساذجةَ هكذا مرةً أخري أرجوكِ .
جنوني ما فُسرَ علي أنه محض جنونٍ قط !
فُسرَ بكل الأشكال و النوايا الخاطئة .. كلها يا ليلي ... لا تُذَكْرِيني يا ابنتي .. أشعرُ بتباطؤ في نبض قلبي حتي يكاد يقف من شدّة الغبن..  نواياهم .. أفكارهم .. مبرراتهم .. نظرياتهم اللا معقوله !
كُلُها ظالمة يا ليلي .. كُلها ..
لا أتمني لكِ ظلما كهذا ..
لا أتمني لكِ حتي و لو التجربة في هذا !
هذا قاسٍ و لن تتحمله نفسك الطفلة .. أعرف هذا .. أثقُ به .. و بكِ .

لا اتمني لكِ أيّ انتماءات لغيركِ يا ابنتي .. فلتنتمي لنفسك و للغتك فحسب.. فلتختاري لغةً و انتمِ ليها  ..
 لا تنتمِ لي .. و لا لَه .. و لا حتي للأرض .. الانتماءُ لأرضِ كأرضنا مميت في البداية و في النهاية أيضا ..
الانتماء للأرضِ في بلادنا يُعاقب عليه القانون !
لا تخالفي القانون يا ليلي .
انتمِ يا ليلي  لكل ما يدور بداخلك .. فقط إن أنتِ فعلتِ ستجدين انتماءاتك الحقيقة ..
علي الأقل وقتها ستعرفين كيف هي مواجهه المرءُ مصيره بشجاعة من اختار  لا من اُختِيرَ له .. وقتها ستعرفين ان الاختيار ليس رفاهيه .. ليس رفاهيةً أبدا يا ليلي .
هذا ما لم تتعلميه مهما حدثتُكِ عن الشجاعة .. و الحرية .. و الاختيار و كل تلك الكلمات اللامعة .

لا .. لا تظني أنني سأتخلي عنكِ يا ليلي .. أنا لن أترُكُكِ يا ليلي .. ليس لأنني أمٌ رائعه لم يَجُّدْ الزمان بمثلها  .. و لكن لأنه ليس بوسعي أن أفعل .. أنتِ مني يا ليلي.. كيف أتركُني ؟؟
أنتِ ليّلِي يا ليّلَي !
ليتكِ تُدركين هذا مبكرا .

أحلامي ؟؟
ترثين أحلامي ؟؟ !!!
و لمَ عليكِ أن تفعلي ؟؟
أنا لا أنوي أن أُحدثُكِ عنها .. لمَ عليّ أن أحملك أحلامي .. لمَ عليّ أن أشبّعُكِ بأحلامي .. بخيبات أملي المتتالية في الحياة .. و البشر .. و في الأحلامِ ذاتها ؟؟ ثقِ يا ابنتي أن أحلامَكِ وحدكِ ستكفيكِ.. ستثقلُ كاهلكِ كفايةً ..


ليلي.. أنتِ لم تأتِ إلي هذه الحياة لتنفذي أحلامي أنا ؟
و لو كنتِ لما خلقَ الله _تعالي_ لكِ عقلا  .. ولما وهبَكِ قلبا ..
فلتحلمي أنتِ يا ابنتي .. أحلامكِ وحدها ستكفيكِ .. لكن لتتحلِ بالشجاعة الكافيه للحُلم أولا .

ربما لا أملك كثير مزايا كي ترثيها .. لكن أتمني لو ترثين شيئا أخرا ..
انتماءا أخر .. انتَمِ للسماء .. السماءُ البكر يا ليلي .. أنتِ تنتمين إلي المفتوح من السماوات .. أنت ليلُ يا ليلي .. و هل ينتمي الليل إلا للسماء ؟؟

 لكِ مني السلام يا ابنتي .. روحي حولك أينما حللتي .
لكِ السلام حتي أضمُكِ .
                                                                               #أنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق