الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

كحلون


كيِفكْ ؟

أهجسُ داخلي أنكِ بخير ، لطَالمَا كُنتِ بخيرٍ ، كيف لِرُوحٍ كَروُحِكِ ألَّا تكون بخير و ألاَّ تَنشُرَ الخير ؟!! هذا لا يكون ، لا يَسَعُه فقط أن يحدث .
سلامٌ عليكِ ، و بعد ،

أفتقدُكِ . فقدٌ يشبه اليتم أو يتمُ يتصرف كأنه فقد .. لكنه لا يصرح بكونه يتما .
اعتقدتِ أنني نسيتُكِ ؟!! غريب ، لا ألَومُكِ طبعا  لكنني لم أفعل ، لا أعرفُ كيف أنساكِ ، فقط تعرفين بطئي الشديد في استيعابِ الأشياءِ من حولي ، خاصةً الغياب ، أعلمُ أن هذا عَصِيُّ علي التصديق لكنَكِ ستفعلين ، ستُصَدقيِنني، لطالما فعلتِ ربما كنتِ الوحيدةَ التي تفعلُ هذا و تصدقُنِي . لكن لا ألُومُكِ لو لم تفعلي هذا و لو للمرةِ الأولى ، لا لن أفعل، لا يعقلُ أن يستغرقَني الأمرُ خمسَ عشرةَ سنة كي أذكرَكِ للمرةِ الأولىِ بعد وفاتِكِ . لكني فعلتُ ، خمسة عشر عاما من فَقْدٍ لكي آتيكِ أخيرا .

 آسفة .
 
لم يكن ثمة كثير أحداثٍ في هذه السنين، إلا أنه ذاتَ مرةٍ مَسَّنِي الحلمُ بأجنحةٍ من نور فحلمتُ، لحظةٌ خالصةٌ يا جدتي من الحلمِ و النورِ و الممكن و الحرية ،لحظةٌ يتيمة واحدة امتدتْ لبضعة أشهرٍ مَسَّنا الحلمُ فيها فثُرّنَا . ثم زال مس الحلم عنا فهوينا.
تلك اللحظة كانت لك و بكِ يا جدتي ،وحدكِ دون العالمين كنتِ معي ،ما كان لأحدٍ أن يشاركني إياها سواكِ وقتها لم يكن لأحدٍ غيرُكِ أن يفهم هذا المس، لا أم ، لا أب، لا أخ و لا صديق سيفهم هذا، أنتِ كنتِ ستفعلين و ستعرفين كيف تهدهدين خوفك و أنت ترينني أركض نحو الخطر أمامك.. ربما كنت ستركضين معي .. آسفة لم يحدث الكثير غيرها .

علي ذكر الأحلام، أنتِ لم تأتني في الحلم سوى مرة . خمس عشرة سنة و زيارة واحدة دونما حديث ؟ ما كان هذا عهدنا . أنتِ تركتني صغيرة جدا ، محدودة جدا و الحياة حولي كبيرة و أنا وحدي يخيفني اتساعها و أنتِ تعلمين هذا . لا أحد يهدهد خوفي بعدك يا جدة . و أنتِ تركتني لخوفي ، لماذا ؟

و علي ذكر الخوفِ أيضا ، حفيدُكِ الصغيرُ الخائفُ و الهارب دوما من منزله إلي حيث يكون جناحك الرحيم قد صار شابا يافعا غاضبا في أغلب أحواله. ذاك الثرثار الصغير أصبح صامتا و مدخنا لفترة لا بأس بها من شبابه .لا أعرف كيف يقدرون علي تشويهنا هكذا ؟.
و لا أعرف تحديدا متي خبا بريقُ عينيه الكَرْتُونيه هذه و تعلم كيف يكره و يسخط و يرى قبح العالم من حوله؟؟
أنا أعتقد أن بريقي خبا معكِ في ذلك الصباح الأكتوبري البعيد من خمس عشرة سنة أخذتِه معكِ بعيدا حيث النجوم .

ابنة أختكِ الصابرة ، صابرا، رحلت بعدك بهدوء يليق بها، كانت تشبهك كثيرا حتي في الرحيل، رحلت في أكتوبر .

حفيدتك الكبرى تزوجتْ و لديها أبناء لم يروكِ قط و لن يروكِ قط ، أشفقُ عليهم. لكن بناتكِ سيكن جدات رائعات لكن و لا واحدة منهن ستدخل نطاق روعتك ، أنتِ استثنائية يا جدتي .

ذات مرة عندما كان بي مسٌّ من الحلم سألني أحدهم لماذا أطيلُ النظر في النجوم؟ و لم أعرف كيف أجيب . صمتتُ كأني صمتتُ دهرا، و أعتقد أني أخجلته بصمتي هذا فاعتذرت منه ثم رأيته ثانيا و ثالثا .. كان كلانا ممسوسا بالحلم ، أهٍ يا جدتي ثم لما صار ما صار و أصبح قريبا بعدما كان بعيدا ثم صار أليفا بعدما كان غريبا أخبرته بالسر الصغير .. أني أرى النجوم موتى .. لا أعرف كيف يكون الموت حقا و لا كيف يبلى من كان يملئ الكون صخبا و حركة ، لا أعرف كيف يكون هذا الاختفاء كأنهم لم يكونوا يوما ، أخبرته أنك أخبرتيني يوما أنك ستموتين فلا أفزع و لكنك ستصبحين نجمة بعيدة منيرة ، فقط هذا ، تطلين علي من عليائك ، أنتِ هنا و لكنك بعيدة كالنجمة ، فابتسم و بدأت الحكاية بكِ و منكِ . ثم نسى هو السر الصغير و ابتعد و عاد كما كان غريبا بعيدا و أنت بقيتِ مع الحكاية ، الذكرى ، و النجمة البعيدة .


جدتي ، الشجرة أمام الشرفة ماتت . ماتت واقفة فقط كفت عن أن تورق أو تثمر . توحدتُ بعدها ، لا أنتِ و لا الشجرة و لا بيتك العامر ، انفرط العقد ، لم يعد لي مكان أهرب إليه أو أجلس به دونما أسباب أو مبررات . امتلئت الحياة بالمبررات بعدك، ليس هنالك شئ لذاته أو بلا سبب يتحتم علي أن أبرر و أشرح و اعلن أسبابي دوما قبل كل بداية أو فعل ، تعلمين كم أمقت هذا .

أتعلمين كم أن هذا مؤلم . بيتك صار بعيدا يا جدتي ، كما النجمة .
مؤلم و جارحٌ يا جدة أن أن ينتهي العالم قبل الشارع الذي تسكنين به ،أقصد الذي كنتِ تسكنين به . لا أراه إلا في صلاة العيد غالبا ...
ما عدنا نجتمع سويا لا أيام الجمعة و لا في يوم العيد كما كنا نفعل ، لا أخفيكِ سرا أصبحت غير ودودة بالمرة و لا أطيق تلك التجمعات .
أصبحت أنفرُ تلقائيا من أي مكان به أكثر من شخصين و خاصة إذا كانوا يعرفونني ما بالك لو كانوا من العائلة ؟! , أصبحتُ هاربة دائما مثل حفيدُكِ الصغير
جدتي، أنا في أمس حاجتي إليكِ .
إن كان ثمة نصيب لكل منا في حياته من الحيرة و الارتباك و التشوش ، فقد اجتمع هذا النصيب كله الآن في حياتي ، لم يعد بوسعي التمييز بين أبسط الأشياء ، و تربكني و تغيظني وقفتي ف المنتصف ، لا ليس منتصفا
لاشئ ، هذا هو المسمى الأكثر تعبيرا .

أصبحتُ كئيبة ؟ ربما .. لكني مشوشة كثيرا و لا أتحرك في أي اتجاه كأن قدري أن أبقى عالقة و إلي أمدٍ لستُ أعلمه سأبقى عالقة .
ما يثير حنقي أني أشعر أني الوحيدة العالقة في حياتها !
و هذا ليس عدلا ، من الطبيعي أن يحدث هذا لبعض الوقت ، لكن أن أحيا كأني في رمال متحركة تريدني أن أبقى حيث أنا أو تجذبني لأسفل و الكون كله من حولي في ركض محموم لا أعرف كيف ألحق به ، هذا ليس عدلا .
جدتي هذا مؤلم أيضا و وفاتك مؤلمة ، و بعدك مؤلمٌ أيضا ، و أنا وحدي .

هلا زرتني مرة ؟ و لو مرة واحدة أثق بأنها ستعنى لي الكثير حتى لو لم تكلمينني .. فقط زيارة واحدة أخرى ؟
لا أدرى إن كنتُ سأكتب لك بوفرة في الأيام القادمة أم لا ؟
لا أعرف إن كنت سأعودُ كما كنت قبل خمس عشرة سنة طليقة اللسان و القلب أملأ الشوارع حكيا و ثرثرة فارغة أم سأبقي مثقلة القلب و معقودة اللسان ؟
فقط زيارة واحدة ستعني لي الكثير ، ما كنت شحيحة قط يا جدتي و حاشاكِ أن تكوني يوما .
جدتي،
ليس لنا في الحنين يد ..
سلامٌ عليكِ ، أفتقدُكِ جدا ..
و عليَّ السلام فيما أفتقد (*)




ـــــــــــ
(*)
 

 محمود درويش 

الخميس، 28 أغسطس 2014

يوميات ... (4)


   إلي روحيكما سلام .. أنتما سكن .. و أُنسٌ أينما وجدتما ..
   أسعدني الزمان بكما ..
   كم أنا محظوظة بكما .. فراشتي و الغزاله :)

                                                              روفيده.. هدير
ــــــــــــــــــــــــــ


(أكتوبر ... الرابع )


ما قبل النهايات..
أشعرُ في نفسي بالنهاياتِ قبل أن تجئ دوما .. فأكونُ في انتظارها و لكني لا أكونُ مستعدةً لها .. هذا علمٌ لا يشفع .. و لا يقِي شرَ البداياتِ المفاجئة دوما .. مهما تحسبتُ لها !

شرفهُ جديدة .. و نافذة جديدة كما حلمتُ 

و ذكراكَ المتعبهُ مثلكَ...


"هو انتي مش هتروحي الشغل انهاردة
 ؟؟ " 

"لا .. هو الدنيا هتقف يعني ؟؟ "


" لا مش هاتقف بس .. "


"مابسيش .. انا اللي ممكن أقف شوية بقي و اتفرج ع الدنيا بدل ما اجري فيها زي ال ...  و لا بلاش .." 

"طيب .. انا كمان مش نازلة .. تضامنا بقي "


"مش أنا اشتريت امبارح "مَجَّات" جديدة .. بس عسولة اووي ..فراشة صاحية ؟" 

"هاصحيها و نشرب سوا ف ال"مَجَّات " الجديدة .. "

"حلو جدا.... "
_____

ثلاث فتيات وقفنا في الشرفة الجديدة .. ما جمعتنا قرابةُ .. جمعتنا أرواحنا ..
تحتضنُ كلٌّ منَّا كوبها في يدها .
. اتَفَقنَّ علي أن تنتاوله بكل الحواسّ .. نَشمُ رائحته .. نتلمس الدفء منه ..
نحتويه بكفوفنا الصغيرة عَلَّه يحتوينا ذات مره ..

" هو الناس دي كلها من امتي و هي بتحري بجنون كدا ؟؟ "

" الناس دي في وقت مجهول قلبت عربيات .. و بقوا عربيات راكبه عربيات .. !"

أسمعهما و لا أضيف .. لا أود أن أفسد اللحظة إذا ما نطقت !

نغرقُ في الصمت من جديد صمتُ يوحدنا معا ..
نرقب السَيَّارات و راكبيها المتشابهين ..
تطوفُ بنا ذكرياتٍ صامته تشبهنا و قد لا تدري منَّا عن ذكريات الأخري شيئا !
لكنها تتشابه علي كلِ حال ....


الأربعاء، 16 أبريل 2014

يوميات ... (3) ..

)  
( أكتوبر ... الثالث .. )

"أعرفُ أن العالمَ في  قلبي قد مات ..
لكن ماذا عن الزحام في رأسي ؟؟
رأسي يطّنُ كشغالات النحل !"

لا أدري لماذا يموت العالم هكذا فجأة أمامي  !
و لماذا لا يتجلي هذا أمامي إلا في أكتوبر .. !
بِتُّ أخشي أكتوبر كالجحيم .. كأني فيه في جهنم .. و لا أتوقع إلا الأسوأ .. فيحدث ببساطة و لا يخالفني !

كيف يموت العالم في رأسي و لا يموت رأسي معه .. لماذا لا تموت النحلة في رأسي ؟؟
ستفعلُ بي معروفا لا كغيره إن ماتت و كفَّتْ عن الطنين .. رأسي يوجعُني .

يخبرني هو (الأقرب) : 

" انتي مُتعِبَه ... و تعباني معاكي .. ليه مش بتريحيني كدا و تبقي زي باقي العيال ؟؟ ... انا عملت ايه عشان تطلعي كدا ؟؟ "

ياااه لو بإمكاني أن أخبره أنني كغيري لكن بطريقة ما لا يراها أو ربما لا يعرفُ كيف يراها ..أو لا يريد .. المحصله واحده !
أنا لست شيطانا كما يتخيل .. و لا يسعني أن أكون "ملاكا " _كغيري _ الذين يقارنني بهم ..

" أنا كمان تعباني .. مش تاعباك لوحدك .. اطمن كلنا تعبانين" .
ـــــــ

تُخبِرُنِي هي ( الأروع ) :

" عارفة .. انا ساعات باتمني لو كأني لسه شايلاكي ف بطني .. محدش يقدر يوصلك .. و كل نصيبهم منك "طيف" .. كنت هاعرف أحميكي حتي م نفسك ."

يالله ... لماذا وهبتني  (هي) بمثل تلكم الروعه .. أكاد أظلمها بكوني منها ...
" انتي عارفة ... انا بقي غالبا باستعجب ازاي انا خرجت م بطنك دي ؟؟ ... ازاي انا مش شبهك كدا ؟؟ "
" انتي شبهي ... بس مش واخدة بالك . "

ليتني أشبه بعضها حتي ... أحيانا أغبطني لأنني كنت فيها يوما ما !

ـــــــــ
يخبرني هو (الأبعد ) :

"انتي هتفضلي ساكته كتير ؟؟ "

كيف لي أن أخبره أن هذا صمتٌ مثقلٌ بالكلام .. بكل الكلام الذي لا أعرف كيف أقوله ؟!

كيف لي أن أشرح له و قد وعدَ انه لا حاجة بي للشرح طالما كنتُ معه ؟؟
قد وعدَ بأن .. و أن .. و أن .. !

"باقولك ايه .. فكك م سكوتي و تعال نسمع مزيكا .. أحسن م الكلام .."

" إيه ؟؟ باقولك تتكلمي تقوليلي نسمع مزيكا!!!! " 

" مش المزيكا برضه بتقول كلام و ياما كلام اتفتح بسبب المزيكا .. خلينا نجرب جايز نلاقي بداية ما "
ــــــــــــــــــــ

أُ يخبرني درويش :

" فلتحتفل مع أصدقائك بانكسار الكأس ..
في الستين لن تجد الغد الباقي ..
لتحمله علي كتف النشيد و ..يحملك .."

أُخبرُني أنني أخشي الستين هذه .. أخافها كما أخاف النار !
لا أحسبني سأصلها يوما .. و ربما زاهدة في بلوغها يوما ما ..
ماذا عساني أفعل إن أنا بلغتها ..؟؟
 أفعلُ ما يفعلُ الناسُ حالما يبلغونها ؟؟
(أفعلُ ما يفعلُ العاطلون عن العمل .. أُرَبِي الأمل .. )
و ما يفعلُ الناس عندما يبلغونها ؟؟ هم بلغوها لأنهم بلغوها .. فقط هذا !
لا أحسبني أفعل .. لا أطن هذا بي .. قد كنتُ في العاشرة ثم الخامسة عشرة ثم العشرين ثم الخامسة و العشرين و ما فعلتُ ما يفعل الناس في تلك السنين .
ــــــــــــــــــــــ
يخبرني هو (الأقرب) ثانيةً :

"شباك ايه اللي انتي فاتحاه دلوقتي ؟؟ انتي مش سقعانه ؟"

أنظرُه بصمت ..
يخبرني هو / يخبرونني هم ..  :

" انتي قاعده لوحدك ليه ؟؟ "
" قافله النور ليه ؟ !! قاعده ف الضلمة ليه؟؟ "
" بتقرأي إيه ؟؟ "
" بتسمعي إيه ؟؟ "
" ما تحطيش السماعات ف ودانك عشان لما اندهلك ! "
" مابتاكليش كويس ليه ؟؟ "
"رجعتي متأخره ليه ؟؟"
"رجعتي بدري يعني .. سبحان الله .. "

أصمتُ تماما ....

أعرف أن العالم في قلبي قد مات !


السبت، 12 أبريل 2014

يوميات ..(2)


" الِكَرَامِي غضب .. و المحبة غضب .. و الغضب الأحلي بلدي " .. كذا قالت فيروز .


اكتوبر .. الثاني 2008 ..


" الكرامة غضب .. و المحبة غضب .. و الغضب الأحلي بلدي " .
تصيح هي بي في محاولة بئيسة لكتمان غضبها .. : "ما تقفلي الصداع دا .. ما تقومي تساعديني " ..
" طيب هاخلص الفصل دا و اجي .. و بعدين دي فيروز مش صداع "
" اصطبحي و قولي يا صبح .. يا تسمعي مزيكا يا تذاكري .. "
" حاضر هاسمع مزيكا و اجيلكك "
" ادي الخلفة و ال............................ "

" ماما .. بيئولوا زغير بلدي .. بالغــــــضـــــــــب مسور بلدي ..
الكرااامي غضب .. و المحبه غضب .. و الغضب الأحلي بلدي .. بكره بيعرف بابا احم .. قصدي روما أكيد .. "
" غوري من وشي .. ما انتي بنته .. " !!
ـــــــــ

أكتوبر .. الثاني .. 2008 ..

غارقةً حتي أُذُنيِّ في "يوتوبيا " اكتشافي المذهل لسنة 2008 .. كيف كُتِبَت بمثل تلك الروعة ؟؟

" انتي يا بنتي .. صاحبتك فلانة اتصلت و بتقولك جدول العملي الفاينال نزل !! "
غارقةً حتي أُذُنَيِّ في " يوتوبيا " .. اكتشافي المذهل لسنة 2008 .. كيف يمكن للواقع أن يكون بمثل هذا الرعب !!! للأصحاب أن يكونوا بمثل تلك النذاله !!

ـــــــــــــــــ

أكتوبر  ... الثاني 2010 ..


" أنا قرفت !"
" من ايه ؟؟ "
" منك .. من العيال .. مني أنا نفسي .. من كل حاجة !"
" مني ؟؟!!! "
" مش بشكل شخصي يعني .. "
تضحك بعصبية .. " و المطلوب ؟ بتفكر ف الطلاق مثلا ؟؟ "
" افففففف ... أنا عاوز أهجّ .. مش مستحمل جلدي حتي ! "
" ....."
" سلام "
"...."

أتظاهرُ بالنوم لكني لا أكفّْ لحظة واحدة عن صبّ اللعنات عليه و علي الرجال جميعهم دونما استثناء .. لماذا لا يحق لي أنا مثلا أن "أهجّ" ؟؟
لماذا يتوقعون مني أن أكون الطرف الراغب دوما في الغفران ..
لعنة الله علي أزمات منتصف العمر و علي الرجال !
الكرامه غضب .. و المحبه غضب .. و الغضب الأحلي بلدي .. زي ما هي كدا و بترتبيها !

ــــــــــ

أكتوبر .. الثاني .. 2013



صباح خريفي رائع .
لازلتُ أفكر في يوم ميلاده .. ماذا سأهديه هذه السنة ؟؟
!!
اللهم احفظنا من تشوه الأرواح !




الثلاثاء، 18 فبراير 2014

رسائل غادّه ....



قلتُ :

" لو كان كدا .. كنت هاخدك و نطلعوا علي اسكندرية .. أخدك و نقضوا اليوم ع البحر هناك .. و نصلوا ف سيدي ياقوت العرش .. و ابو العباس .. و اوديكي ابو قير .. و ناكلو سمك هناك .. و القلعة .. دي اسكندرية ماريّة يا بتّ ..
و احكيلك الحدوتة اللي  هاتتحكي مخصوص عشانك و بسببك كانت .... مع اول نجمة تلمع ف السما بعد المغرب ..
و بعدين اقول الحمد لله.. و مافيش مانع حتي ولو متُّ بعدها .. !

ها و انتي بقي ؟؟ "

قالت :

 "هانزل اشتري فستان كَاتّ و اسيب شعري طاير كدا .. و اجيلك افاجأك و اخدك ننزل نتمشي و نشتري قصتين .. اه مش هيكون في وقت نقراهم بس و ايه يعني هانشتريهم برضه .. و ناكل درة و فشار و بطاطا .. و يا سلاااام بقي لو ف الشتا .. و الدنيا تمطر و نركب مركب و المراكبي يشغل مزيكا حلوة ..و تحكيلي الحدوتة و اول ما نوصل للشط  ننزل نركب مراجيح  و نلعب و نمشي حافيين ع الرمل ..  و بعدها نجيب ورق و نقعد نكتب رسايل للناس اللي ف الدنيا دي ..حبوا الحياة .. حبوا بعض .. الحب مش جريمة .. و لا هو فضيحة ..
نكتب كلام كتير للأمهات .. براحة ع عيالكوا .. براحة ع نفسكوا ..عيشوا الحياة جمعوا ذكريات مع عيالكوا زي ما بتجمعولهم فلوس ..خليهم يورثوا منكوا ذكريات حلوة مش كله فلوس ... 
و نبعت نسخ كتييييييييييييير لكل الناس ..
و نجيب بلالين.. بلااااااااااااااااااااااالين و نرسم عليها سمايلز و ننفخ و نديها لكل الناس .. الكبار و الصغار .. حتي الكبار بيبقوا محتاجين بالونات .. عادي يعني .. مش عشان بقوا كبار مانديهمش .. و نفضل ننفخ ف البالونات و نديها للناس حتي لو اخر نفس طلع  و احنا بننفخ البالونات " .

و قعدنا سرحانين بعدها .. طايرين مع البالونات .. !

الأحد، 9 فبراير 2014

حتي أتخلي عن فكرة البيوت *

امرأة وطفلة ، شاحبتان لأن الصورة لم تكن خالية من الأحماض، المرأة لا تبتسم رغم أنها لم تكن
تعرف أنها ستموت بعد ذلك بسبعة وأربعين يوماً بالضبط ( البنت لا تبتسم ) رغم أنها لم تكن تعرف
ما هو الموت ( للمرأة شفتا البنت وجبينها ) للبنت أنف الرجل الذي سيظل دائماً خارج الصورة ( يد
المرأة على كتف الطفلة ، كف الطفلة منقبض ) ليس ذلك بفعل الغضب بل لوجود نصف حبة من
الكاراميل ( فستان البنت ليس من القطن المصر ي ) عبد الناصر- الذي كان يصنع كل شيء من
الإبرة للصاروخ - مات منذ سنين ( والحذاء وارد غزة ) و غزة كما تعرف لم تعد منطقة حرة على
الإطلاق , ساعة المرأة لا تعمل ولها حزام عريض .

هل ذلك يتماشى مع موضة 4791


*من ديوان (حتي أتخلي عن فكرة البيوت ل إيمان مرسال ) 

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

يوميات ... أكتوبر

(أكتوبر .. الأول )
"إنما يُستجاب الدعاء لمن يستوي عنده المنع و العطاء "!
__
لا يبرح ذهني سؤالي : كيف يستوي المنع و العطاء ؟؟ كيف يستوي المنع و العطاء ؟؟ كيف يستويان و هما ضدان ؟ هل تستوي الأضداد ؟؟!!
أصلُ إلي البيت أخيرا .. أجده كما هو كأنما لا يبرح جلسته تلك .. هائما في سمواته التي لا أعرف عنها شيئا .. أقترب منه .. أسأله بهمس : كيف يستوي المنع و العطاء يا جدي ؟؟ ينظرني طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا ثم بصوت خفيض واثق من فعله : "يستويان عندما تُرَدُ الأشياء إلي أصولها ..يستويان عندما يستويان يا ابنتي " !
كأنه بهذا قد أفهمني .. يغيظني هذا الجد حقا !
____
" بتعملي إيه ؟؟ "
" باتفرج ع فيلم ... ليه؟ "
" فيلم إيه ؟؟ "
" فيلم ل جوليا اسمه  "
eat .. pray .. love"برضه معرفتش ليه الأسئلة ؟؟
 " من غير ليه .. انتي غاوية تتعبي نفسك بكل ال "ليه " اللي بتسأليها دي .."
أصمت لأشاهدَ الفيلم بتركيز عجيب .. فعلا الفيلم أفضل من مجادلتها علي أي حال !
يستوقفني صيامها ... يستوقفني_أنا الصامتة دوما_  صيامٌ عن الكلام !
استغرب أكثر كيف قطعت صيامها .. !!
أتململ في جلستي أمام الشاشة لكني مُصرة علي إنهاء الفيلم .. أجده بجانبي مبتسما .. " الفيلم دا فيه إجابة .. بس انتي و شطارتك" يخبرني بصوته الخفيض الواثق ..
" جدي .. ليه مصمم تكلم بصوت واطي كدا .. أنا ساعات بخاف ع فكرة "
" الخوف مش كله وحش يا بنتي !"
يصمت فأفهم أنه أنهي ما لديه و لن يتكلم بعدها حتي حين !
أعود للفيلم حتي ينتهي .. أود لو نظرتُ إليه ظافرةً الآن ما يعني أني قد وجدت تلك الإجابة المزعومة .. لكن أنَّي ليّ ؟؟!! ستفضحني عيوني !
أفكرُ ... تري أين تلك الإجابة ؟؟
الصمت و الكلام ضدان ... ربما يُفضَلُ أحدهما علي الأخر لكن كيف يستويان ؟؟
كــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــف ؟؟
"جدي .. أنا معترفة .. حاولت و مش عارفة .. كيف يستوي الصمت و الكلام ؟؟
كيف يتستوي المنع و العطاء .. و لو استويا .. ما جدوي الدعاء وقتها .. أفهم إني أدعي بشئ رغبهً فيه .. أو رغبهً عنه .. لكن أدعي بشئ لا رغبه منه و لا فيه !"
"لسه أدامك وقت كــــــــتــــــيــــــــر يا بنتي .. بس هتوصلي ما تقلقيش ..
لما تردي الكلام و الصمت لأصلهم .. هتلاقيهم بيكملوا بعض يعني زي نصين رغيف العيش .. الكلام بيقول حاجة و الصمت كمان بيقول .. المنع طريقة للعطاء و العطاء اسلوب منع .. وقتها بس هتدعي عشان الدعاء نفسه .. لجل ما انك مشتاقة تقوليله سوا بالكلام أو بالصمت ..حاجة كدا زي .. زي .. "

" زي (إنّي نَذَرتُ للرَحمَنِ صَومَاً فَلنْ أُكَلِمَ اليومَ إنسيَا ) "