الأربعاء، 16 أبريل 2014

يوميات ... (3) ..

)  
( أكتوبر ... الثالث .. )

"أعرفُ أن العالمَ في  قلبي قد مات ..
لكن ماذا عن الزحام في رأسي ؟؟
رأسي يطّنُ كشغالات النحل !"

لا أدري لماذا يموت العالم هكذا فجأة أمامي  !
و لماذا لا يتجلي هذا أمامي إلا في أكتوبر .. !
بِتُّ أخشي أكتوبر كالجحيم .. كأني فيه في جهنم .. و لا أتوقع إلا الأسوأ .. فيحدث ببساطة و لا يخالفني !

كيف يموت العالم في رأسي و لا يموت رأسي معه .. لماذا لا تموت النحلة في رأسي ؟؟
ستفعلُ بي معروفا لا كغيره إن ماتت و كفَّتْ عن الطنين .. رأسي يوجعُني .

يخبرني هو (الأقرب) : 

" انتي مُتعِبَه ... و تعباني معاكي .. ليه مش بتريحيني كدا و تبقي زي باقي العيال ؟؟ ... انا عملت ايه عشان تطلعي كدا ؟؟ "

ياااه لو بإمكاني أن أخبره أنني كغيري لكن بطريقة ما لا يراها أو ربما لا يعرفُ كيف يراها ..أو لا يريد .. المحصله واحده !
أنا لست شيطانا كما يتخيل .. و لا يسعني أن أكون "ملاكا " _كغيري _ الذين يقارنني بهم ..

" أنا كمان تعباني .. مش تاعباك لوحدك .. اطمن كلنا تعبانين" .
ـــــــ

تُخبِرُنِي هي ( الأروع ) :

" عارفة .. انا ساعات باتمني لو كأني لسه شايلاكي ف بطني .. محدش يقدر يوصلك .. و كل نصيبهم منك "طيف" .. كنت هاعرف أحميكي حتي م نفسك ."

يالله ... لماذا وهبتني  (هي) بمثل تلكم الروعه .. أكاد أظلمها بكوني منها ...
" انتي عارفة ... انا بقي غالبا باستعجب ازاي انا خرجت م بطنك دي ؟؟ ... ازاي انا مش شبهك كدا ؟؟ "
" انتي شبهي ... بس مش واخدة بالك . "

ليتني أشبه بعضها حتي ... أحيانا أغبطني لأنني كنت فيها يوما ما !

ـــــــــ
يخبرني هو (الأبعد ) :

"انتي هتفضلي ساكته كتير ؟؟ "

كيف لي أن أخبره أن هذا صمتٌ مثقلٌ بالكلام .. بكل الكلام الذي لا أعرف كيف أقوله ؟!

كيف لي أن أشرح له و قد وعدَ انه لا حاجة بي للشرح طالما كنتُ معه ؟؟
قد وعدَ بأن .. و أن .. و أن .. !

"باقولك ايه .. فكك م سكوتي و تعال نسمع مزيكا .. أحسن م الكلام .."

" إيه ؟؟ باقولك تتكلمي تقوليلي نسمع مزيكا!!!! " 

" مش المزيكا برضه بتقول كلام و ياما كلام اتفتح بسبب المزيكا .. خلينا نجرب جايز نلاقي بداية ما "
ــــــــــــــــــــ

أُ يخبرني درويش :

" فلتحتفل مع أصدقائك بانكسار الكأس ..
في الستين لن تجد الغد الباقي ..
لتحمله علي كتف النشيد و ..يحملك .."

أُخبرُني أنني أخشي الستين هذه .. أخافها كما أخاف النار !
لا أحسبني سأصلها يوما .. و ربما زاهدة في بلوغها يوما ما ..
ماذا عساني أفعل إن أنا بلغتها ..؟؟
 أفعلُ ما يفعلُ الناسُ حالما يبلغونها ؟؟
(أفعلُ ما يفعلُ العاطلون عن العمل .. أُرَبِي الأمل .. )
و ما يفعلُ الناس عندما يبلغونها ؟؟ هم بلغوها لأنهم بلغوها .. فقط هذا !
لا أحسبني أفعل .. لا أطن هذا بي .. قد كنتُ في العاشرة ثم الخامسة عشرة ثم العشرين ثم الخامسة و العشرين و ما فعلتُ ما يفعل الناس في تلك السنين .
ــــــــــــــــــــــ
يخبرني هو (الأقرب) ثانيةً :

"شباك ايه اللي انتي فاتحاه دلوقتي ؟؟ انتي مش سقعانه ؟"

أنظرُه بصمت ..
يخبرني هو / يخبرونني هم ..  :

" انتي قاعده لوحدك ليه ؟؟ "
" قافله النور ليه ؟ !! قاعده ف الضلمة ليه؟؟ "
" بتقرأي إيه ؟؟ "
" بتسمعي إيه ؟؟ "
" ما تحطيش السماعات ف ودانك عشان لما اندهلك ! "
" مابتاكليش كويس ليه ؟؟ "
"رجعتي متأخره ليه ؟؟"
"رجعتي بدري يعني .. سبحان الله .. "

أصمتُ تماما ....

أعرف أن العالم في قلبي قد مات !


السبت، 12 أبريل 2014

يوميات ..(2)


" الِكَرَامِي غضب .. و المحبة غضب .. و الغضب الأحلي بلدي " .. كذا قالت فيروز .


اكتوبر .. الثاني 2008 ..


" الكرامة غضب .. و المحبة غضب .. و الغضب الأحلي بلدي " .
تصيح هي بي في محاولة بئيسة لكتمان غضبها .. : "ما تقفلي الصداع دا .. ما تقومي تساعديني " ..
" طيب هاخلص الفصل دا و اجي .. و بعدين دي فيروز مش صداع "
" اصطبحي و قولي يا صبح .. يا تسمعي مزيكا يا تذاكري .. "
" حاضر هاسمع مزيكا و اجيلكك "
" ادي الخلفة و ال............................ "

" ماما .. بيئولوا زغير بلدي .. بالغــــــضـــــــــب مسور بلدي ..
الكرااامي غضب .. و المحبه غضب .. و الغضب الأحلي بلدي .. بكره بيعرف بابا احم .. قصدي روما أكيد .. "
" غوري من وشي .. ما انتي بنته .. " !!
ـــــــــ

أكتوبر .. الثاني .. 2008 ..

غارقةً حتي أُذُنيِّ في "يوتوبيا " اكتشافي المذهل لسنة 2008 .. كيف كُتِبَت بمثل تلك الروعة ؟؟

" انتي يا بنتي .. صاحبتك فلانة اتصلت و بتقولك جدول العملي الفاينال نزل !! "
غارقةً حتي أُذُنَيِّ في " يوتوبيا " .. اكتشافي المذهل لسنة 2008 .. كيف يمكن للواقع أن يكون بمثل هذا الرعب !!! للأصحاب أن يكونوا بمثل تلك النذاله !!

ـــــــــــــــــ

أكتوبر  ... الثاني 2010 ..


" أنا قرفت !"
" من ايه ؟؟ "
" منك .. من العيال .. مني أنا نفسي .. من كل حاجة !"
" مني ؟؟!!! "
" مش بشكل شخصي يعني .. "
تضحك بعصبية .. " و المطلوب ؟ بتفكر ف الطلاق مثلا ؟؟ "
" افففففف ... أنا عاوز أهجّ .. مش مستحمل جلدي حتي ! "
" ....."
" سلام "
"...."

أتظاهرُ بالنوم لكني لا أكفّْ لحظة واحدة عن صبّ اللعنات عليه و علي الرجال جميعهم دونما استثناء .. لماذا لا يحق لي أنا مثلا أن "أهجّ" ؟؟
لماذا يتوقعون مني أن أكون الطرف الراغب دوما في الغفران ..
لعنة الله علي أزمات منتصف العمر و علي الرجال !
الكرامه غضب .. و المحبه غضب .. و الغضب الأحلي بلدي .. زي ما هي كدا و بترتبيها !

ــــــــــ

أكتوبر .. الثاني .. 2013



صباح خريفي رائع .
لازلتُ أفكر في يوم ميلاده .. ماذا سأهديه هذه السنة ؟؟
!!
اللهم احفظنا من تشوه الأرواح !