الأحد، 31 مارس 2013

صديقتي تلك ....


صديقتي المحاربة بفطرتها ...هتوحشيني !

تذكرين ذلك اليوم؟؟
قادمةً نحوي.. تسبقُكِ ابتسامتك الدافئة..
الدفءُ دفءُ الروح.. دوما تجودين بها عليّ .. دوما لم تبخلي بها عليّ قط .
لا أشعر أن بوسعك أن فعلها يوما ما ..
ثمة بشر لا يعرفون كيف يبخلون بالدفء..
ثمة بشر لا يعرفون إلا كيف يُنشَرُ الدفء ..
دوما تأتين فتنشرين دفئا لذيذا في أوصالي التي شبعتْ من برودة الموت.. لا أحد سواكِ يعرف كيف يفعل هذا .
**
"هو انتي ليه بقيتي كدا..؟؟ انتي طول عمرك عنيدة .. و حتي في اوقات أسود من كدا كنت بلاقيكي مصممة و هتكملي ؟؟.. و ..و ... "
" و مقَاومَة؟؟ صح ..مش هي دي؟؟ "
"..."
**
حتي موتي.. سأموتُ و في نفسي شئٌ من حديثك يومها.. من حديثك هذا لي..
كيف كان لي أن أخبرك أنه ربما قد آن الآوان للمحارب العنيد أن يكف.. و لا أدري حقا عما يكف تحديدا !
لكن أحسبُ أن هذا أنسبَ الأوقات لاستراحة المحارب.. ربما يغريه الواقع فيترك خياله بعيدا ( فيترك خياله حيث كل القلاع و المدن التي لم تُفتَح بعد بعيدا بعيييييييدا)
و يكف عن أن يكون محاربا.. ربما يغريه الأمرُ أكثر فيصبح مزارعا بعدما كان محاربا.. مزارعا ينتظر ما يأتيه دونما اعتراض.. دونما توقعات.. دونما خيال !
هذا أفضل كثيرا.. و أكثر راحةً علي كل حال .
**
تمسكُ وجهها بكلتا يديها..
تنظر في عيونها كأنها أول مرة تري هاتين العينين..
لا .. هي تفتشُ في خبايا روحها..
تكلمها..
ثم تصمتْ..
تسمعها ..
ثم تصمتُ هي الأخري كالقبر !
**
أخبرها .. " لعله خير" .. ثم أسكن تماما كالقبر !
**
صمتٌ يتبعه سكون..كأنما هي الأرضُ قبل البشر..
هي لا زالتْ ساكنة بين كفيها..
لم تعد تشعر بأنها جسدا كاملا.. تري أنها أصبحتْ رأسا بين كفيها.. محض رأس فقط !
**
أه يا صديقتي ..
أه يا ذات العيون الطيبة.. هل لي أن أخبرك و نحن علي وشك الرحيل..كم أن كفيك دافئتين ..
هل علي أن أخبرك كم تمنيتُ لو أجلس في كفيه..
(كم تمنيتُ لو أجمع أشتاتا مبعثرة في الزمان و المكان هي أنا ..في كفيه.. لأعودَ واحد مكتملا.. )
كفيه العملاقتين..
لكن لا شئ الآن يعدل كفيكِ الدافئتين..
كفيكِ أكثرُ دفئا..
كفيكِ أصدقُ مما سواهما..
علي كلٍ لم تعد كفاه تنتميان لي ..
كفيكِ باقيتان لي.. !
أهٍ يا ذات العيون الطيبة.. لو أن لي أن أغمض عيني و أموتُ قبل رحيلك القريب..
هكذا يصبحُ موتي مدهشا يا صديقتي .
**
" هو أداكي عشان محتاج.. "
"..."
"ساكتة ليه؟ .. انتي عارفة اني صح... "
"أنا ساكتة عشان اول مرة اشوفك كدا.. اول مرة اخد بالي انك بتشوفيني من جوا كدا.. و من غير النضارة"
"طيب يللا نقوم.. كفاية غم لحد كدا..."
***
تذكرين يومها كيف كنا نضحك.. و نصخب غير مبالين- غير مباليتين بالناس من حولنا.. لا اهتمام بزحام المواصلات و لا قاهرة المعز في هذا الوقت..
كأننا عدنا لمدرستنا الابتدائية.. طفلتان لا أكثر .. طفلتان كنا !
كيف كنا نفكر؟؟
كنا نحاول أن ننسي أوجاعنا بالضحك؟؟
أكنا نستدلُ علي أحزاننا بالضحك؟
كلتانا الأن تعرفُ مرارة الحزن..
قد كبرنا يا صغيرتي.. قد صرنا كبيرتين كفاية لندرك أن الضحك وقت الثكل مؤلم.. و لا يخفف مرارة الثكل..
لكنه مناسب لأمثالنا..
من لا يمتلكون شجاعة البكاء ..
الحزن.. البكاء .. كلها أشياء تحتاج إلي شجاعة لممارستها !
و أنا لستُ شجاعة يا صديقتي .. و لا أنتِ كذلك.. !
**
"هتغيبي هناك ؟؟"
"...."
**
ثم لم تُجبني ..
لكني أعلم أنها ليست شجاعة كفاية لتبقي هناك طويلا ..
**
" عموما.. هتيجي تاني و بسرعة ع فكرة"
**
ثم ابتسامتها الدافئة ثانيةً .